فتنة قادها الذين أشركوا ثم نفخت بها أبواقهم في المحيط العربي والخليجي والقطري. وما أكثر وأوضح هذه الأبواق!! وما أبشع رنيمها.لم يتورعوا حتى عن طلب استعداء حكومته عليه في تدخل صارخ ليس في شؤون علامة عالمي جليل كالدكتور القرضاوي، بل تدخل صارخ من مواطني دول مجاورة في شأن سياسي وقرارات حكومية لدول أخرى لايبت فيها سوى أهل الحل والعقد فيها، ولأسباب تخضع لقانون وليس لشريعة الغاب.
وصدق الله تعالى في قوله:
[لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور] (آل عمران 186 )
الهجوم على لحوم العلماء - بقدر المه على العالم - هجوم على الاسلام كله، لايخدم في المحصلة النهائية إلا أعداء الاسلام الذين يهمهم إنسلاخ الإمة من دينها سواء رموه بالتطرف والأصولية أو رموه بالوسطية والاعتدال فلم تعد هناك صورة مقبولة لنموذجنا الاسلامي، لأن الاسلام في عالم المصالح والتكتلات السياسية والاقتصادية لم يعد مقبولا. والسبب أننا يجب أن نخضع للاستعمار الغربي بكافة أشكاله وأن نقدم له قرابين الولاء والطاعة في كل المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية حتى وإن كنا تحت الزحف وفي أرض المعركة فليس لنا الحق أن ندافع أو نقاوم - والمقاومة حق أصيل - كما أفاد الشيخ.
ولكن لأن الأمة لم تمت، وقع خمسة وأربعون عالما من قطر بيانا أدانوا فيه الهجمة الشرسة على أستاذنا الجليل والعلامة الاسلامي الفاضل الدكتور القرضاوي أعلنوا فيه وقوفهم إلى جانبه مستندين على قوله تعالى:
[إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لايحب كل خوان كفور] (الحج (38
وحتى لانعد نحن - بصفتنا طلابا لهؤلاء العلماء أو كتابا في الصحافة المحلية - متخاذلين عن نصرة الحق أو خونة، فاننا نضم صوتنا مع صوت علماء قطر، وإن كنا نتمني لو مرر هذا البيان علينا لنوقعه معهم سويا، أو كنا نتمني أن تكون جمعية الصحفيين القطريين قد بدأت عملها الفعلي حقا لنشجب ونستنكر في بيان مماثل تلك الحملة الاعلامية الشرسة على شيخنا عبر وسائل الاعلام الاقليمية والعالمية.
إننا نرفض تلك الحملة المغرضة تماما مثلما نرفض أن يقف المرابطون على ثغور الله مكتوفي الأيدي أمام القتل والمجازر التي تنتهك ضدهم وضد مقدساتهم وديارهم.
لقد أصاب شيخنا الجليل في فتواه في حق المقاومة والدفاع عن النفس والمقدسات والوطن ضد المهاجمين ومغتصبي الأرض، وإن حرفت مغزاها بعض وكالات الانباء العالمية متهمة إياه بإباحة قتل المدنيين زورا وبهتانا، وهو الذي لايخشي في الحق لومة لائم ويقولها في المحافل الدولية بملء فيه.
وهكذا يجب من العالم فالدين يجب ألا يحرف، والفتاوي يجب ألا تخضع لعوامل الزمن والمحسوبيات أو التحالفات أو الصداقات أو المصالح.
فلنكن حلفاء مع من نريد، ولكن لننزه الفتوى عن التيارات السياسية والعلاقات الدولية.
وهذا مايجب أن يعي له المنظرون دينيا للحلفاء الأجانب في أوطاننا من أصحاب عبدالله بن أبي بن سلول - رأس النفاق- الذين بات نفاقهم ينخر حتى في صفوف المجتمع القطري.
ولشيخنا الجليل كل الدعم وكل التأييد من كل أبناء قطر، ولن تقول قولا أبلغ مما جاء في خطبته يوم الجمعة الماضي عندما استشهد بقوله تعالى [يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا] (آل عمران 200)
ضاربا أخلاق المرسلين قدوة حسنة.
وقول الامام الشافعي:
أيهما أولى بالمؤمن: أن يبتلي أو أن يمكن؟ قال: وهل يمكن المؤمن إلا بعد الابتلاء؟
دفع الله عنك هذا الابتلاء ومكن لك في الأرض، وأطال الله بقاءك لتنعم بك أمة الاسلام.
- المصدر: جريدة الراية القطرية