قال الشيخ العلامة يوسف القرضاوي إن النصر يكون للمؤمنين وبالمؤمنين، فالله تعالى لا ينصر الحق؛ إلا إذا وجدت له ثلة مؤمنة قوية مترابطة مضحية تدافع عنه وتبذل في سبيله المال والنفس.
وقال فضيلته في مقطع صوتي على صفحته بموقع تويتر:
"النصر للمؤمنين والنصر بالمؤمنين..الله ينصر أهل الإيمان بأهل الإيمان.. لا يأتي النصر هابطا من السماء دون أن يكون هناك... حتى لو كان هناك ملائكة.. هناك ملائكة نزلت على الرسول والصحابة في غزوة بدر وفي غزوة الخندق وفي غزوة حنين، لكن هذه الملائكة لا تتنزل على فراغ لازم تتنزل على مؤمنين " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ" يعني لابد أن يوجد الذين آمنوا حتى تنزل عليهم الملائكة..
فنقول النصر للمؤمنين والنصر بالمؤمنين.. الله لا ينصر الحق إلا إذا وجدت له ثلة مؤمنة قوية تدافع عنه وتبذل النفس والمال والغالي والرخيص.. ولذلك يقول الله تعالى لرسوله:"هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ".. لازم يكونوا مؤمنين مؤتلفين..
من أثر الإيمان أنه يؤلف بين القلوب " وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ"..
المتفرقون المتبعثرون المتشرذمون؛ لا ينصرون.. لازم يكون مؤمنين كالجسد الواحد، كالبنيان يشد بعضه بعضا؛ هنا يتنزل نصر الله عز وجل.. فالنصر لا يأتي للحق إذا كان الحق مجردا معندوش رجال، لازم يكون فيه رجال.. وقيمة السيف أن يجلى جوهره وليس يعمل إلا في يد بطل.. لابد أن تكون البطولة متمثلة في أهل الإيمان الباذلين المضحين".