السؤال: ما رأي الإسلام في حج رجل بمال قُدِّم له تكرُما من شخص يملك خمَّارة علما بأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا؟
جواب فضيلة الشيخ:
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أقول للأخ: أسأل الله أن يغنيك عن الحج بمال الخمَّارة هذا، المفروض أن يحاول المسلم أن يحج بمال حلال، ليكون حجه من الحج المبرور، الحديث يقول: "الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة". ما هو الحج المبرور؟ الحج المبرور أول شرط فيه أن تكون النية خالصة لله، تجريد النية لله (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) وإنما لكل امرئ ما نوى.
ثم من ناحية أخرى أهم شيء: أن يحج بمال حلال، ولذلك نرى بعض الناس من الذين يريدون أن يحجوا، يحاول أن يرى مكسبا قادما من طريق ليس فيه شبهة ويحاول أن يوفره للحج حتى يكون حجا طيبا، وروي في بعض الأحاديث: أنه عندما يقول الحاج بمال حلال: لبيك اللهم لبيك، يرد عليه: لبيك وسعديك، أما الآخر الذي يحج من مال حرام فيقال له: لا لبيك ولا سعديك، وحجك مردود عليك، ارجع مأزورا غير مأجور"، فهذا لو أن الرجل تبرع له من ماله الحلال، فمن الممكن أن يقبله، حتى إنه ليس مطلوبا منه أن يقبله، لو أن أحدا جاء لآخر، وقال له: أنا أريد أن تحج على نفقتي، فهذا له أن يقبل وله ألا يقبل؛ لأن الله لم يكلفه أن يقبل مِنَّة أحد حتى في أداء هذه الشعيرة، ليس مطلوبا منه أن يقبل، إنما له أن يقبل إن شاء.
فهناك بعض الناس يخرجون بعض المسلمين على نفقتهم، إذا قال له: إن الشيخ فلانا يريد أن يخرج عشرة على نفقته هل عندك مانع؟ لا مانع أن يقبل هذا، ولكن بشرط أن يعرف أن هذا المال أصله حلال، أما إذا كان هذا المال حراما أوفيه شبهة فلا يحج منه، ولا يبرر للحج من مال حرام. والله أعلم.