|
السؤال: يلاحظ أثناء الطواف من يقرأ من كتاب ويردد أدعية، دعاء الشوط الأول، دعاء الشوط الثاني، هل وردت هذه الأدعية، وما الحكم، وما هو توجيهكم؟
جواب فضيلة الشيخ القرضاوي:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعه إلى يوم الدين، وبعد:
الشيء الصحيح الذي ورد في أدعية الطواف هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين الركنين الركن اليماني والحجر الأسود "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" وورد عن الإمام الشافعي أنه كان يقول: "اللهم اجعله حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا"، وهذا ورد عن بعض الصحابة أو نحو ذلك، أما هذه الأدعية التي يرددها الناس، فبعضها أدعية مأثورة في غير الحج، كما إذا قال قائل: "اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا جنتك" أو "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي".
هناك أدعية كثيرة وردت في القرآن وفي السنة هي موضوع الدعاء في هذا المكان أو في غيره، لكن ليس هناك دعاء اسمه دعاء الشوط الأول، ولا دعاء الشوط الثاني، إذ لم يرد شيء من هذا، وبعض الناس تمشي وراء المطوف، والمطوف يدعو كلمة كلمة، وهو يردد وراءه، يقول: اللهم .. اللهم، يا ربنا .. يا ربنا، نسألك .. نسألك، فهو لا يعرف بماذا يدعو، يا أخي بدلا من أن تردد هذا الكلام، ادع الله أنت بما يفيض به قلبك وينطق به لسانك، أنت لك حاجات عند الله، تريد الرزق تقول: اللهم ارزقني رزقا واسعا، تريد مغفرة تقول: يا رب اغفر لي ذنوبي، تريد أولادا تقول: اللهم ارزقني أولادا صالحين، تريد أن تتزوج تقول: يا رب ارزقني الزوجة الصالحة، فكل واحد يعرف ماذا يريد من ربه، مطالبك من عند الله، اطلب أنت بلسانك من ربك ما تحب. لماذا تجعل أحد الناس يلقنك كلمة كلمة وأنت لا تعلم ما سيقول، أولى الأشياء أن يردد الإنسان الدعاء الذي يصدر من قلبه.
وفي السعي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه عندما يصعد على الصفا يقرأ قوله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم) ابدأ بما بدأ الله به، ثم قال:"لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده" ثم اتجه إلى الكعبة ودعا الله عز وجل لم يدر بماذا دعا، دعا بما ييسر الله له، فإن الإنسان طول الطواف وطول السعي يدعو الله بما يفيض به قلبه، هذا ما ينبغي بالنسبة للحاج أو المعتمر.