-السؤال: تشير أكثر الروايات إلى أن الرسول الكريم صلى لله عليه وسلم والمسلمين عندما كانوا يحجون ويذبحون كانت اللحوم توزع على الفقراء الموجودين هناك، هناك البعض يقول: في الوقت الحاضر يوجد أكثر من مليون ذبيحة تعدم أو تتلف أو تدفن سنويا، سؤالي لماذا لا يكلف كل حاج رجلا في بلده لكي يتولى عملية الذبح، ويتم الاتصال بالهاتف أو الفاكس في يوم، العيد وبعد ذلك يستطيع الحاج أن يخلع ملابس الإحرام.
جواب فضيلة الشيخ القرضاوي:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
الذي يقوم به الحجاج اسمه هدي والهدي يعني هديا يُهدى إلى الكعبة، يعني أنت تهدي هذا إلى بيت الله، القرآن يقول: (هديا بالغ الكعبة) (المائدة:95) ، (ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله) (البقرة:196) (لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق) (الحج:33) وهو له شعائر، يقلَّد القلائد ويعظم (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج:32) ، (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد) (المائدة:2)فحتى قلادة الهدي لها احترامها، فلا يجوز أن يعمل ذلك كل واحد في بلاده فهو بذلك لم يصبح هديا.
على أن الكلام الذي يقول عنه السائل هذا كلام قديم وقد انتهى، يعني أيام كانت الذبائح تهدر وترمى، وقد وقفنا ضد هذا ودعونا إلى علاجه والحمد لله الآن نجد البنك الإسلامي للتنمية وشركة الراجحي وغيرهما وأصبح الحجاج يكلون أمر الذبح إليهما فيقومان بهذه الأشياء من الذبح والتوزيع وتوزع في الحرم وبعد ذلك ممكن أن توزع على فقراء المسلمين وتُعَلَّب ويستفيد منها المسلمون، فما عادت تهدر كما كان في الزمن الماضي. ولله الفضل والمنة.