السؤال: ما حكم الشرع في من يعمل في منظومة الإعلام التي تساند الانقلاب العسكري في مصر؟

جواب فضيلة الشيخ:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

يعد الإعلام بوسائله المرئية والمسموعة من أكثر الأمور تأثيرًا في المجتمع، فهو يمثل دوراً كبيراً في صياغة المجتمع، وتكوين ثقافته، وحماية أخلاقه أو هدمها، وهو المعبِّر عن روح الأمة وخصائصها من ضعف أو قوة، أو تقدم أو تأخر.

ولذا كان من الواجب على المجتمع المسلم، ألا يترك هذا الأمر بيد الجهال والفسقة، وأن يحرص أهل الالتزام على المشاركة فيه، من أجل تكثير خيره، وتقليل شره، وهذا إذا استطاعوا ذلك، ومكنوا من التصرف في ما نيط بهم من مسؤولية إعلامية. أما إذا لم يكن لهم دور وكانوا لا يستطيعون تغيير أي منكر من المنكرات، التي تمارس في الإعلام، فالأولى للمسلم أن يتجنبها وأن يبتعد عنها ولا يتخذها وسيلة لكسبه.

والإعلام المصري في هذه الأيام –كما هو مشاهد لكل ذي عينين- يقوم على الكذب المحض، لا يذكر شيئا عما يجري من قتل وإرهاب من السلطة المنقلبة على الرئيس الشرعي، ولا يكتفي بذلك، بل يختلق الكذب، ويفتري ويضلل الناس، وهم كما قال الله: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} (الواقعة: 82).

فهؤلاء بتضليلهم وكذبهم، وتعتيمهم على ما يحصل من قتل وتدمير، مشاركون في هذا القتل والظلم؛ فهم أعوان للظلمة.

كما أنهم بذلك ممن يتعاونون على الإثم والعدوان، وأي إثم وعدوان أشد من أن تبرئ المتهم، وتلصق تهمة ببريء، {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} (النساء: 112).