السؤال: هل السفر إلى الحج بالطائرة أو السيارة أفضل أم الحج مشيا على الأقدام؟ هناك بعض الناس أتوا من باكستان على أقدامهم لأداء فريضة الحج، ويقولون: أن لهم أجرا أعظم، فهل هذا صحيح؟
جواب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي:
كثرة الثواب في العبادات ليست مبنية على مجرد المشقة فقط، بل مبنية على اعتبارات كثيرة، وشرائط شتى، أهمها الإخلاص لله عز وجل، واتقان العبادة بأركانها وآدابها، وأدائها على وجه حسن. وفي الحج ترك الرفث والفسوق والجدال. فكلما كان هناك الإخلاص، وكانت هناك الموافقة للسنة وآدابها، كانت العبادة أعظم أجرا، ثم هناك المشقة أيضا تأتي بعد ذلك، والإنسان الذي يبذل في عبادته جهدا أكبر، فجهده لن يضيع عند الله عز وجل، بشرط ألا يتكلف ذلك.
هب أن الإنسان كان مسجده قريبا من بيته، فهل له أن يذهب ويلف ويدور ليبعد المسافة ويكثر الخُطا إلى المسجد، لينال أجرا أعظم؟ هذا ليس مشروعا.
ولو كان البيت بعيدا عن المسجد، في طبيعة الحال، فإن له بكل خطوة حسنة، فهذه الحسنات مسجلة لهم في رصيدهم عند الله، ولكن ليس معنى هذا أن الإنسان يطيل الخطى أو يبعد الطريق قصدا حتى يكسب الحسنات.
لو أن إنسانا ليس لديه أجر الطيارة التي تحمله، وجاء راكبا دابة أو ماشيا أو في باخرة رخيصة الأجر، فلا شك أن له أجرا عظيما أكثر ممن يأتي في ساعتين أو أقل أو أكثر ولا يحس بتعب ولا نصب.. إنما المهم ألا يتكلف ذلك .. فيأتي مشيا، بينما يسر الله له المطية، أو يقدم ممتطيا دابة وهو يستطيع أن يستقل سيارة، فالمشقة التي يتجشمها الإنسان بسبب إنه لا يملك غير ذلك، هو مأجور عليها بشرط عدم التكلف. والله أعلم.