أفتى فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي بجواز إعطاء أموال الزكاة والصدقات والوصايا وريع الأوقاف والمال الذي فيه شبهة للاجئين الشيشانيين. واعتبر فضيلته التخلي عنهم في محنـتهم إسلاما لهم لأعدائهم. وجاءت الفتوى رداً على سؤال وجهه أحد المحسنين لفضيلته طالباً الحكم الشرعي في توجيه زكاة ماله لحملة دعم مسلمي الشيشان التي دعت إليها مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية. وكان نص السؤال:
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخوة الشيشانيين وهم يعانون، وقد شُرِّدوا من ديارهم؟
وقال الشيخ في إجابته: فلا يشك عالِم مسلم له بصر بالكتاب والسنَّة ومقاصد الشريعة في جواز إعطاء الزكاة لإخواننا بالشيشان سدَّاً لحاجتهم وإغاثة للهفتهم فهم فقراء ومساكين وفي سبيل الله وابن السبيل، والمسلمون أمة واحدة يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.
بل نقول إن التخلِّي عن هؤلاء الأخوة في هذه المحنة التي يعانونها هو إسلام لهم إلى أعدائهم والحديث يقول: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" أي لا يخذله ولا يتخلَّى عنه؛ فيجوز إعطاؤهم من الزكاة والصدقات والوصايا وريع الأوقاف، وحتى المال الذي فيه شبهة فهم مصرف لهذا كله.