السلام عليكم ورحمة الله.. هل فعلاً يجوز للمرأة الحائض جمع طواف الإفاضة وطواف الوداع معاً؟ بارك الله فيكم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...

فالأصل أنه لا يجوز للحائض الطواف، بل عليها الانتظار حتى تطهر إن كان هذا في مقدورها، وذهب أبو حنيفة ورواية عن أحمد، وهو رأي عطاء، وهو ما ذهب إليه الإمام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم رحمهما الله، أنه إن لم تستطع الحائض الانتظار جاز لها الطواف للضرورة؛ ولأن حيضتها ليست بيدها، وقد أوجب البعض عليها دما، وذهب آخرون إلى أنه لا شيء عليها في هذه الحالة ، لسقوط الواجب عنها.

وطواف الوداع ليس من واجبات الحج ، فيصح الحج بدونه.

يقول الشيخ الدكتور القرضاوي حفظه الله:

المرأة الحائض تستطيع أن تفعل كل شيء ما عدا الطواف بالبيت فهي لا تستطيع أن تدخل المسجد وهي حائض ولا تطوف وطبعاً لا تستطيع أن تسعى لأن السعي يكون بعد الطواف.

وقد أجاز شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم للحائض أن تتحفظ أى تضع قطنة حتى لا ينـزل منها دم وتطوف وتسعى لأن هذه الأشياء الإنسان مطالب أن يؤديها عند القدرة، وعند العجز تسقط عنه كما قال الله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وقال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" ولا يكلِّف الله نفساً إلا وسعها" حتى قالوا وليس عليها دم ولا شيء؛ لأنها أدت ما قدرت عليه.

والمتفق عليه أن طواف الوداع ليس من أركان الحج، ركن الحج هو طواف الإفاضة، إنما طواف الوداع إما واجب وإما سنة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال للمرأة الحائض أن تسافر دون طواف الوداع لأنه ليس أمراً أساسياً، فالحج إن شاء الله صحيح وهو مقبول إن شاء الله.

والله أعلم.

- المصدر: إسلام أون لاين