دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المسلمين في كل أنحاء العالم وكل الداعين إلى الحرية إلى نصرة المسلمين في ميانمار، ودعا الحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف أكثر حزما مع حكومة هذا البلد.
وناشد الاتحاد ضمائر الحكومات والمنظمات الدولية للتفاعل مع ما يجري مع مسلمي الروهينجا، ونبذ الصمت المطبق أمام ما يتعرضون له من قتل وتعذيب وتشريد، وحث المنظمات الإغاثية على إغاثة هؤلاء المنكوبين.
وأعلن الاتحاد في بيان أن غدا "جمعة غضب" لما يحدث، داعيا أئمة المساجد لشحذ همم المسلمين لتأييد مسلمي الروهينجا، وتأكيد حقهم في الحياة الكريمة واحترام وعقائدهم.
نص البيان:
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأحداث المؤسفة التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا في مينامار، والصمت الإسلامي والعالمي المؤسف لإبادتهم تحت سمع وبصر العالم كله، ويدعو المسلمين في كل أنحاء العالم وكل الداعين إلى الحرية الإنسانية للوقوف مع هؤلاء المظلومين ونصرتهم وتأييدهم في الحق في الحياة الكريمة التي يحرمهم منها متعصبو بلادهم، والله تعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ويقول نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه".
ويؤكد الاتحاد على أصالة الوجود الإسلامي في هذه المنطقة وهو ما يثبته التاريخ حيث دخل الإسلام بورما عن طريق "أراكان" بواسطة التجار العرب في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، دون أي نشاط عسكري؛ بل انتشر الإسلام بفضل صفات المسلمين الخُلُقية التي اتصفوا بها، وبفضل سماحة الإسلام ومتانة دعائمه الدينية والخلقية، التي تتفق مع الفطرة الإنسانية، والتي تحبب للناس الدخول فيه بيسر.
والاتحاد إذ يثني على بيان منظمة التعاون الإسلامي الذي صدر مؤخرا مطالبا بوقف العنف فورا في مينامار، وداعيا السلطات الحكومية بوقف هذه الأعمال البشعة، والسماح بإدخال المساعدات الإغاثية للضحايا، فهو ومن خلال متابعته للأحداث الأخيرة التي يتعرض لها هؤلاء المسلمون المظلومون، ومن خلال اعتداءات هؤلاء المتعصبين، الذين يرفضون الوجود الإسلامي في ميانمار، ويسعون إلى حرمان مسلمي الروهينجا من حق الحياة ، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
1- يدعو الاتحاد الحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف دبلوماسية أكثر حزما مع حكومة مينامار بشأن مايتعرض له المسلمون هناك من قتل وذبح وتشريد، ومحاولة الضغط عليها لوقف الاعتداءات الآثمة على المسلمين، والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم؛ متخذين من حكومة ماليزيا، وموقف رئيس وزرائها السيد نجيب عبد الرزاق القوي ضد المعتدين المتعصبين، ويحيونه على هذا الموقف الشجاع، الذي يمثل قوة الإسلام، في مواجهة الطغيان.
2- يحث الاتحاد المنظمات الإغاثية الإسلامية والعربية والعالمية على تقديم مختلف المعونات الإغاثية لهؤلاء المنكوبين.
3- يناشد الاتحاد ضمائر الحكومات والمنظمات الدولية للتفاعل مع ما يجري مع مسلمي الروهينجا، ونبذ الصمت المطبق أمام ما يتعرضون له من قتل وتعذيب وتشريد، مع رفض السلطات منحهم حق التواجد في بلادهم التي نشؤوا فيها.
4- يعلن الاتحاد الجمعة القادمة جمعة غضب لما يحدث لإخواننا المستضعفين في ميانمار ويدعو أئمة المساجد لشحذ همم المسلمين في كل أنحاء العالم لتأييد مسلمي الروهينجا، وتأكيد حقهم في الحياة الكريمة واحترام وعقائدهم.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
أمين عام الاتحاد رئيس الاتحاد
علي القره داغي يوسف القرضاوي