ينعي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الأمة الإسلامية وإلى العالم الدكتور الأديب محمد علي الهاشمي الذي وافته المنية الأربعاء 2 ديسمبر 2015م بالعاصمة السعودية الرياض عن عمر يناهز التسعين عاماً، بعد صراع طويل مع المرض الذي صبر عليه كثيراً، ونسأل الله عز وجل أن يتقبله في الصالحين، وأن يتغمده برحمته، وأن يدخله فسيح جناته، وأن يتقبل صبره على مرضه الذي ندعو الله عز وجل أن يكون مرضه هذا كفارة له من الذنوب، وأن يرفعه الله بصبره عليه درجات في الجنة، وأن يرزق أهله ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان.

 

الأمين العام                                   رئيس الاتحاد

أ. د. علي القره داغي                      أ. د. يوسف القرضاوي

 

ملامح من سيرة الداعية الأديب د. محمد علي الهاشمي:

• ولد في مدينة حلب بسورية سنة 1925م.

• حصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة دمشق، وعلى الإجازة في التربية وأصول التدريس من كلية التربية بجامعة دمشق أيضاً عام 1960م.

• حصل على شهادة (الماجستير) و(الدكتوراه) من كلية الآداب بجامعة القاهرة.

• درّس في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكلية الآداب للبنات، حتى عام 1996م. ثمَّ تفرّغ بعدها للمطالعة والبحث والتأليف.

• حضر وشارك في عدَّة مؤتمرات علمية وأدبية في المملكة العربية السعودية والبلاد العربية والإسلامية.

 

ملامح من شخصيته:

كان رحمه الله شديد التعلّق بقراءة الكتب ومطالعتها والتعليق عليها وله همّة عالية في ذلك، فممّا ذكر الدكتور الهاشمي أنّه أتمَّ قراءة كتاب تفسير "في ظلال القرآن" للشهيد سيّد قطب على فترات متلاحقة، عقب تلاوة الورد القرآني اليومي، حيث يقول في تقديمه لكتاب "الحياة في ظلال القرآن": (وكنت أسجل ما أمرّ به أثناء القراءة من وقفات فكريّة رائعة، جاد بها قلم الشهيد، وفاضت بها قريحته، وهي وقفات متنوعة شاملة كل شيء يتعلّق بالفرد والأسرة والمجتمع والأمة والبشرية قاطبة).

 

يقول الدكتور محمد حكمت وليد المراقب العام للإخوان المسلمين بسوريا في ترجمة الدكتور الهاشمي رحمه الله: (وفي رحاب الجامعة عرفه زملاؤه وطلابه أستاذاً قديراً ومربياً فاضلاً يغرس في طلابه حبّ العربية والإسلام.. ويجول معهم في حقول اللغة والأدب العربي، ويواصل فيهم روح الجد والبحث العلمي النزيه.. ولا غرو في ذلك على من تربى في أحضان الدعوة الإسلامية ونهل من مناهل فكرها الشامل للكون والإنسان والحياة.. وغدا مُعلماً ومربياً انعكست أخلاق القرآن الكريم على سلوكه وانعكس كل ذلك على تربيته لتلاميذه وأولاده وأهل بيته).

 

ويضيف د. وليد: (إن أستاذنا الهاشمي ابن دعوة الإسلام عاصرها في نشأتها وتربى في أحضانها.. وعاش في صفوفها خادماً لدينه وأمته.. وشاهداً بأم عينيه العودة في حال ازدهارها وقد استوت على سوقها واشتد عودها، ورأى كذلك ما تلاقيه الدعوة من أشواك وعثرات على الطريق.

ولم يمنعه حبَّه للدعوة وإخلاصه لها من تحديد تلك العثرات في نقد ذاتي موضوعي، ففي حياة الإسلاميين إيجابيات كثيرة لا ينكرها مُنصف ولا يُماري فيها عاقل عادل، ولكن لهم إلى جانب هذه الإيجابيات سلبيات لا سبيل إلى إنكارها أو المغالطة فيها).

 

مؤلفاته:

من أشهر مؤلفات الدكتور محمَّد علي الهاشمي رحمه الله كتاب: "شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة"، حيث أوضح فيه شخصية الإنسان المسلم كما أرادها الإسلام، وصورتها نصوصه القاطعة من آيات بينات وأحاديث صحيحة.

وبيّن فيه صلات المسلم الاجتماعية بغَيره، كالوالدين، والزوجة، والأبناء، والأقرباء من ذوي الأرحام، والجيران، والإخوان والأصدقاء، وأبناء مجتمعه كافة، بكل فئاتهم وأنماطهم وطبقاتهم.

وقدّم الدليل على أنَّ الإنسان المسلم الذي أراده الإسلام إنسانٌ فذّ فريد في أخلاقه وصلاته الفردية وعلاقاته الاجتماعية جميعاً.

وقد تعدّدت طبعات هذا الكتاب، وترجم إلى الإنكليزية وإلى التركية وطبع في تركيا نحو عشرين طبعة.

 

ومن مؤلفاته أيضاً:

- شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته في القرآن الكريم.

- مفاخر القضاء الإسلامي.

- شخصية المرأة المسلمة.

- ومضات الخاطر.

- الشيخ عبد الفتاح أبو غدة كما عرفته.

- سلبيات يجب أن تختفي من حياة الإسلاميين.

- المجتمع المسلم كما يَبْنيه الإسلام في الكتاب والسنة.