أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة إقدام حكومة بنغلاديش على إعدام الشيخ علي مجاهد، والبرلماني السابق صلاح الدين تشودري، ووصف قرار الإعدام بالإجرام المؤجج للفتنة.
واستنكر الاتحاد في بيان حالة الصمت التي أصابت العالم تجاه كل ما هو إسلامي أو عادل، وعد ذلك حالة لا إنسانية ولا أخلاقية.
وطالب الاتحاد الحكومة البنغالية بإعمال العقل، والعمل على تحقيق مصالحة وطنية يذكرها لها التاريخ، مؤكدا أن الظلم يستجلب الشرور والفتن، ونهايته الخراب والدمار.
نص البيان:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد استقبل باستياء شديد، وحزن بالغ، نبأ إقدام الحكومة البنغالية على تنفيذ قرار بإعدام كل من القيادي بحزب الجماعة الإسلامية والوزير السابق الشيخ / علي إحسان محمد مجاهد، والقيادي بحزب بنغلاديش القومي والبرلماني السابق السيد / صلاح الدين قادر تشودري، وذلك على خلفيات بدت سياسية أكثر منها قانونية، ومن ثم افتقرت إلى مبادئ العدالة، في قضية لا أدلة فيها، ومضى على أحداثها أكثر من 40 سنة، ثم تزهق فيها أرواح بريئة في الوقت الذي لم يقدم آخرون لنفس المحاكمة من عسكريين مثلاً وغيرهم ممن كانوا مشاركين في أحداث الاستقلال عن باكستان منذ 40 سنة، الأمر الذي يصب في خانة العنصرية في الاتهام.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إزاء هذه القرارات التعسفية، يؤكد على ما يلي:
1- يدين الاتحاد بشدة إقدام حكومة بنغلاديش على إعدام كل من الشيخ علي إحسان محمد مجاهد، والبرلماني السابق صلاح الدين قادر تشودري، ويصف قرار الإعدام بالإجرام المؤجج للفتنة، والمتعارض مع مبادئ الإسلام الحنيف، فقد حرم الإسلام قتل النفس، وجعله من الموبقات فقرر القرآن: "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" سورة المائدة آية 32، وقال تعالى "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" سورة النساء آية 93.
2- يستنكر الاتحاد حالة الصمت التي أصابت العالم تجاه كل ما هو إسلامي أو عادل، وهي حالة لا إنسانية ولا أخلاقية، وعلى العالم أن يتغير وينحاز للشعوب وأحلامها وآمالها، ولا ينحاز لأنظمة مستبدة متحيزة ظالمة.
3- يؤكد الاتحاد أن الظلم لا يأتي بخير أبداً للبلاد والعباد، وإنما يستجلب الشرور والفتن التي تهدم ولا تبني، وتخرب ولا تعمر، فالظلم ظلمات، ونهايته الخراب والدمار، وأن سنة الله تعالى ماضية في إهلاك الظالمين فقال تعالى "قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ" سورة الأنعام آية 47.
4- يطالب الاتحاد الحكومة البنغالية بإعمال العقل، والتوقف عن استهداف المعارضين، والعمل على تحقيق مصالحة وطنية يذكرها لها التاريخ، وتقديم مصلحة أوطانهم العامة على أي مصالح خاصة زائلة.
{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء:227]
أ.د/ علي محي الدين القره داغي أ.د/ يوسف القرضاوى
الأمين العام رئيس الاتحاد