أكد المجلس الأوروبي للإفتاء أن الاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على المسلمين جميعًا، بل على الإنسانية كلها.

وأهاب المجلس في بيان صدر عن دورته الـ25 في إسطنبول، بالعالم الإسلامي حكامًا وشعوبًا للوقوف مع إخوانهم داخل القدس الشريف والأراضي المحتلة سياسيًّا وماديًّا ومعنويًّا.

وناشد المجلس الذي يرأسه فضيلة الشيخ القرضاوي، الهيئات الدينية في أوروبا وهيئات المجتمع المدني، بالعمل على حماية حرمة المقدسات الدينية في فلسطين وغيرها.

نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد..

فإن أماكن العبادة في كل دين لها حرمتها التى يجب أن تراعى، وقد أجمعت الشرائع الإلهية والقوانين الوضعية والأعراف على حماية حق كل أصحاب دين فى الحفاظ على أماكن عبادتهم وارتيادها في أمن وأمان، وقد دعا الإسلام إلى صيانة أماكن العبادة وأكد على حماية الحرية الدينية والله تعالى يقول:{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [سورة الحج: 40].

وانطلاقًا من هذه المبادئ الدينية والقيم الإنسانية فإن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث يتابع ما يجري من انتهاكات متكررة، واقتحامات خطيرة للمسجد الأقصى الشريف بفلسطين الذى هو القبلة الأولى للمسلمين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمين، ويؤكد أن الاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على المسلمين جميعًا، بل على الإنسانية كلها، ويرفض ما تقوم به سلطات الاحتلال من منع المصلين من حرية ارتياده، والاعتداء على رواده.

كما ينكر المجلس ما يريده المحتلون من تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى بين المسلمين وغيرهم، ويندد بما يحدث من الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين في القدس الشريف وداخل فلسطين كلها.

 ويدعو إلى التأكيد على حق المسلمين في السلطة على المسجد الأقصى المبارك، ومنع الاعتداء على باحاته والمصليات القائمة فيه.

ويناشد المجلس الهيئات الدينية المختلفة في أوروبا، وهيئات المجتمع المدني، ويدعوهم إلى استنكار الاعتداء على حرمة أماكن العبادة، ومنع المحتلين من الاعتداء عليها، والعمل على حماية حرمة المقدسات الدينية في فلسطين وغيرها.

كما يهيب المجلس بالعالم الإسلامي حكامًا وشعوبًا للوقوف مع إخوانهم داخل القدس الشريف والأراضي المحتلة سياسيًّا و ماديًّا و معنويًّا، وبخاصة المسجد الأقصى المقدس لدى جميع المسلمين.

والحمد لله رب العالمين