دعت رابطة علماء فلسطين علماء الأمة الإسلامية إلى هبة لأجل نصرة المسجد الأقصى المبارك، كما دعت المجاهدين إلى ضرب العدو المحتل بكل الوسائل المتاحة.

وأكدت الرابطة في بيان أن القدس والأقصى وفلسطين أمانة في أعناق علماء الأمة جميعا، وأن "هبة العلماء نصرة للأقصى توجب على الحكام الحراك، وسكون العلماء سيبرر سكون الحكام".

وأكدت أن الأقصى والقدس وفلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم إنما للأمة كلها، وأن الصراع بشأنهم يجري بين دين باطل ودين حق قويم.

كما أكدت الرابطة أن فلسطين كلها إسلامية مباركة مقدسه موقوفة على المسلمين، ومن قال غير ذلك فعليه أن يراجع إيمانه.

وعلى المجاهدين -وفق البيان- أن يضربوا المجرمين المحتلين بلا هوادة وبكل الوسائل المتاحة؛ فالمسجد الأقصى عهدة وأمانة.

ونددت الرابطة بما يجري في الضفة الغربية من تآمر على الأقصى وأهله يتمثل في اعتقال المقاومة، والاعتداء على المتظاهرين المناصرين للأقصى والتنكيل بهم، والتمسك المخزي باتفاقيات الذل والهوان.

وثمنت الرابطة مرابطة المرابطين والمرابطات في ساحات الأقصى ودعتهم إلى الصبر والمصابرة والمرابطة، وخصت بالتحية والإجلال الأخت المرابطة التي أذهلت العالم وأحيت الأموات وأحرجت المتخاذلين، وأخزت المتآمرين.

وألقى بيان الرابطة رئيس رابطة علماء فلسطين ورئيس فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في غزة النائب د. مروان أبو راس، وذلك في مؤتمر صحفي عقد الاثنين بمقر وزارة الأوقاف في غزة، بعنوان "المسجد الأقصى أمانة العلماء والمجاهدين" بمشاركة عدد كبير من العلماء والقضاة وأساتذة كلية أصول الدين؛ والشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، والمسئولين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وعدد من طلبة العلم الشرعي، والوجهاء.

نص البيان:

(المسجد الأقصى أمانة العلماء والمجاهدين)

الحمد لله والصلاة والسلام علي مولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد يقول الله تبارك وتعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ. السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

تتواصل في هذه الأيام وتيرة الصراع الديني بيننا وبين اليهود في فلسطين الحبيبة، وقد بلغت ذروتها هذه الأيام بما يقوم الصهاينة المجرمون من تدنيس واقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، مما ينذر ببداية نهاية هذه الدولة المزعومة التي ولدت علي أنقاض شعب له دين وله تاريخ وله حضارة وله ارتباط بهذه الأرض وبتلك المقدسات.

وإننا نحن علماء فلسطين ومن قلب غزة العزة والشموخ ومن وسط الدمار والحصار, والتزاماً منا بما تعلمناه وعلمناه للأجيال السابقة وسنبقى نعلمه للأجيال اللاحقة، واعتقاداً بقداسة المسجد الأقصى وبيت المقدس، واعتقاداَ منا كذلك بدناسة المحتلين ومن عاونهم ووالاهم نقف هذه الوقفة العلمائية مؤكدين علي الثوابت التالية:

أولاً: لا حق لليهود بأي جزء من فلسطين بالغاً ما بلغ, ففلسطين كلها إسلامية مباركة مقدسه موقوفة على المسلمين، ومن قال غير ذلك فعليه أن يراجع إيمانه إن كان عنده إيمان، أو أن يدخل فيه من جديد.

ثانياً: تبعا لذلك ولغيره فإن اقتحام اليهود للمسجد الأقصى المبارك إمعان في العدوان وادعاء لحق موهوم, وبلطجة صهيونية تعتمد علي أساس ديني مزيف وأساطير وخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان.

ثالثاً: إن ما جرى منذ بداية تأسيس هذه الدولة المزعومة وحتى الآن ليس له إلا نتيجة واحدة أن صراعنا مع اليهود الصهاينة هو صراع بين التلمود والتوراة مع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يعني صراع بين دين مزيف محرف باطل، ودين حق قويم تكفل الله بحفظه، وعلى هذا الأساس البين يجب أن نتعامل مع ما يجري في الأقصى كونه حلقة أخيرة من حلقات هذا الصراع الذي حسم الله نتيجته بقوله {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ}.

رابعاً: إن هؤلاء المجرمين من اليهود الصهاينة أجبن من أن يواجهوا المجاهدين فقد قال سبحانه وتعالى عنهم {ضرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} فعلى المجاهدين أن يضربوا في هؤلاء المجرمين بلا هوادة وبكل الوسائل المتاحة فليس لنا معهم إلا البندقية أو السكين أو ما تيسر من أدوات للمقاتلين، فالمسجد الأقصى عهدتكم وأمانة في أعناقكم أيها المجاهدون الأبطال.

خامساً: إن ما يصدره حاخامات يهود ومشعوذوهم من فتاوى تلمودية وآراء سهتيرية ستكون سبباً مباشراً للإسراع بزوال حكمهم, وانتهاء دولتهم واجتثاث أركانهم لأن فتاواهم تبنى على الخراب الذي سيكون نتيجته الحتمية خراب ملكهم العاجل بإذن الله رب العالمين.

سادساً: إننا علماء فلسطين نوجه نداء عاجلا إلى علماء الأمة أن يقوموا بدورهم المنوط بهم بهبة جماهيرية يقودونها لتصحيح المفاهيم وإرساء قواعد الدين والعقيدة في قلوب الأمة تجاه الأقصى، وأن الأقصى والقدس وفلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم إنما هي للأمة كل الأمة فلا عذر لأحد فكيف بعلماء الأمة!؟

سابعاً: إن ما يجري في الضفة الغربية من تآمر واضح على الأقصى وأهله يتمثل في اعتقال المقاومة، والاعتداء على المتظاهرين المناصرين للأقصى والتنكيل بهم، والتمسك المخزي باتفاقيات الذل والهوان والتمرغ في أحضان الأعداء المجرمين ليدعو كل ذي لب ودين من علماء الأمة المخلصين أن يبين أن ذلك ولاء لليهود المجرمين وخيانة للمقدس وتقديس للعمالة والخيانة، وهذا من أخطر ما تتعرض له القضية عبر سنينها، مما يتوجب على العلماء قول الحق وبيان الحكم الشرعي الفصل الذي لا خلاف فيه.

ثامناً: إننا نحن علماء فلسطين نثمن عالياً موقف فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد تجاه ما يجري في المسجد الأقصى المبارك قبلة المسلمين الأولى وأرض المحشر والمنشر، وإننا ننتظر من فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية وخطيب يوم عرفة أن يبين للمسلمين المجتمعين في المناسك الشريفة منزلة الأقصى عند المسلمين وخطورة ما يجري فيه هذه الأيام، ووجوب نصرته بكل السبل والإمكانيات المتاحة فالأقصى في خطر شديد يحتاج كل الجهود المخلصة وكل الأصوات الصادقة وأهمها صوت الحق القادم من المشاعر المقدسة.

تاسعاً: نؤكد نحن علماء فلسطين أن القدس والأقصى وفلسطين أمانة في أعناق علماء الأمة جميعاً في المشرق والمغرب العرب والعجم، يجب أن نبذل في نصرتها كل نفيس وليس عندنا أنفس من الأنفس فهبة العلماء نصرة للأقصى توجب على الحكام الحراك وسكون العلماء سيبرر سكون الحكام، فأنتم يا علماء الأمة قدوة الأمة بحكامها ورجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها إلى العزة والتحرير وتطهير المقدسات كما أنكم القدوة والأسوة في النجاة إلى الجنان بأذن الله فلا تضيعوا ما أنتم مؤتمنون عليه.

عاشرا: إلى المرابطين والمرابطات في ساحات الأقصى اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، نصركم وثباتكم يزعج العدو ويحرك القلوب، ويزيد الأمل ببعث الأمة من جديد، رباطكم رباط الشهامة والنخوة، ورباط العقيدة والدين، ورباط العزة والكرامة ورباط الانتماء الأمين.

أيتها الأخت المرابطة: لقد أذهلت العالم وأحييتِ الأموات وأحرجتي المتخاذلين، وأخزيت المتآمرين فأنت والله مدرسة للأجيال يتعلمون منك كيف تحيا نخوة المرأة المسلمة حيث تموت الرجولة والشهامة والنخوة فيمن يشبهون الرجال، فالصبر الصبر، والثبات الثبات، والصمود الصمود، فعدونا جبان، ومقاومتنا قادمة، ومجاهدونا أيديهم على الزناد ينتظرون لحظة القرار: {يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُم تفلحون} وموعدنا أن نصلي جميعاً في رحاب الأقصى مطهراً من رجس المجرمين.

سائلين المولى سبحانه أن نكون نحن عباده وإلى البأس الشديد والدين القويم والرأي السديد الذين يطهر الله على أيديهم الأقصى بعز عزيز أو بذل ذليل، إنه سميع مجيب.