تقدم الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى جميع المسلمين حكاما ومحكومين بأحر التهاني وأجمل التبريكات بحلول عيد الفطر المبارك.

ودعا الإتحاد -في بيان- إلى تحقيق التكافل بين الأغنياء والفقراء، وإلى مزيد من الانفاق ودفع الصدقات والزكوات إلى إخواننا المنكوبين والمحتاجين في كل مكان.

وطالب الإتحاد أولى أمر المسلمين إلى العمل على تنزيل طموحات وتطلعات الشعوب الإسلامية في الوحدة ونبذ الفرقة، والعمل على الرفع من شأن المسلمين بين الأمم.

نص البيان:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد فتعيش أمتنا الاسلامية دون غيرها من الأمم عيد الفطر المبارك في الأول من شوال من كل عام، وبهذه المناسبة السعيدة يتقدم الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى جميع المسلمين حكاما ومحكومين بأحر التهاني وأجمل التبريكات والدعاء الخالص بأن يتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال، ونسأله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة السعيدة على أمتنا بالخير والوحدة والتقدم والازدهار.

ومما لا يخفى على أحد أن أمتنا تعيش هذه المناسبات وهي تعاني من العديد من الأمراض والآلام ممثلة في تفشي الفقر والحرمان والتخلف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، والحروب والمشاكل الداخلية والظلم والاستبداد. وأمام هذه الاوضاع التي تعيشها أمتنا الاسلامية وبمناسبة هذا العيد فإن الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين يجدد تهنئته بالعيد ويرى ما يلي:

1- أن فرحة العيد وإن كانت مشروعة بل مطلوبة وذلك بإبداء مظاهر الفرح والسرور والبهجة لدى الأسرة والأبناء، فإنه مطلوب منا أيضا ونحن أمة تعيش أوضاعا كما تم وصفها أن لا نسرف في هذه المظاهر، وأن يتذكر كل مسلم أوضاع إخوانه حتى نحقق معنى الأخوة ومعنى الجسد الواحد الذي جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

2- تحقيق التكافل بين الأغنياء والفقراء في هذه الأمة، ولذلك يدعو إلى مزيد من الانفاق ودفع الصدقات والزكوات إلى إخوانهم المنكوبين والمحتاجين في هذه الأمة وما أكثرهم من فلسطين إلى سوريا إلى العراق واليمن وأفريقيا، والأقليات المسلمة المضطهدة في بورما وغيرهم. فكم من مسلم ومسلمة لا يجدون يوم العيد حتى المأكل والملبس فملايين كثيرة من المسلمين هم أفقر وأحوج من أن يجدوا سد الرمق في يوم العيد.

3- مطالبة أولى أمر المسلمين إلى العمل على تنزيل طموحات وتطلعات هذه الشعوب الإسلامية في الوحدة ونبذ الفرقة، والعمل على الرفع من شأن ومكانة المسلمين بين الأمم والشعوب بمقاومة الفقر والجوع والتخلف بشكل عام، وذلك من خلال خطط تنموية نابعة من واقع ومعاناة الأمة، كما يجب تشريك هذه الشعوب في صياغة مستقبل الأمة، وذلك بتوفير الأطر الحقيقية في التعبير عن الرأي والمشاركة السياسية من أجل مزيد تحقيق الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي والرفاه الاقتصادي والوحدة والقوة والكرامة.

وفي الختام نسأل الله سبحانه أن يعيد هذا العيد السعيد على أمتنا الإسلامية وهي في حال غير هذا الحال وقد تحررت فلسطين والقدس الشريف وتوحدت الأمة واستعادت هيبة المسلمين ومكانتهم في العالم إنه سميع مجيب يقول تعلى {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} صدق الله العظيم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الدوحة في 1 شوال 1436 هـ الموافق 17 يوليو 2015م

الأمين العام                                                  رئيس الإتحاد

أ.د علي محيي الدين القره داغي                        أ.د يوسف القرضاوي