ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأفعال جماعة الحوثيين في اليمن، ووصف "ما حدث أخيراً بالانقلاب المسلح على السلطة والثورة في آن واحد، وأن ذلك الانقلاب لا يخدم المصلحة العليا لليمن أو شعبها العظيم، بل يصب في خدمة مصالح إقليمية ودولية، لا نتوقع أن تعود بالخير على المنطقة أبدا".

وعبر الاتحاد –في بيان- عن مساندته لما أقره مجلس التعاون الخليجي للوضع القائم، وإنكار أي انقلاب عليه.

ودعا الاتحاد الحوثيين "إلى التعقل، وإعمال المصلحة العليا لليمن على أي مصالح شخصية أو طائفية أو إقليمية زائلة، من شأنها تأجيج الوضع، وإشعال الفتن".

نص البيان:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن كثب، ولحظة بلحظة، وبحزن وقلق بالغين، تردي الأوضاع في اليمن الحبيب، كما يجري الاتحاد العديد من الاتصالات منذ بداية الأزمة وحتى اللحظة بغية المساهمة في الحل، على قدر ما يتاح له، وبما يحقق المصلحة العليا لليمن العزيز الحبيب، وشعبه الطيب المبارك، إلا أن التعنت من جانب جماعة الحوثي، وتغليب مصالح خارجية وليست يمنية وطنية، قد قلص الأدوار التي يسعى أي مخلص القيام بها، والاتحاد إزاء هذه الأزمة الخطيرة التي تمر بها دولة اليمن يؤكد على ما يلي:

1 -  يندد الاتحاد بأفعال جماعة الحوثيين في اليمن، ويصف ما حدث أخيراً بالانقلاب المسلح على السلطة والثورة في آن واحد، وأن ذلك الانقلاب لا يخدم المصلحة العليا لليمن أو شعبها العظيم، بل يصب في خدمة مصالح إقليمية ودولية، لا نتوقع أن تعود بالخير على المنطقة أبداً .

2-  يستنكر الاتحاد تراجع دور العديد من الأنظمة العربية بالدرجة الأولى، ثم التراجع على المستويين الإقليمي والدولي في الدفع بالحلول منذ بداية الأزمة في اليمن، إلى أن آلت الأوضاع إلى فرض الحوثيين رأيهم وشروطهم بقوة السلاح على خيارات شعب بأكمله، يرفض الانقلاب، وظل يطالب بتحقيق مبادئ ثورته العظيمة .

3- يدعو الاتحاد الحوثيين إلى التعقل، وإعمال المصلحة العليا لليمن على أي مصالح شخصية أو طائفية أو إقليمية زائلة، من شأنها تأجيج الوضع، وإشعال الفتن، التي لا يستفيد منها أحد، وتأتي على الأخضر واليابس بالأوطان .

4-  يقف الاتحاد مساندا لما دعا إليه المجلس الوزاري الخليجي الطارئ، من ضرورة الإبقاء على ما أقره مجلس التعاون الخليجي للوضع القائم، وإنكار أي انقلاب عليه، وأن هذا ليس في مصلحة اليمن ولا العرب ولا الإسلام، وأن دول مجلس التعاون ستتخذ الإجراءات المطلوبة لحماية أمن اليمن واستقراره.

5- يطالب الاتحاد الحوثيين بوضع السلاح جانباً، وإيقاف حالة التوتر الحالية،  والعودة إلى الحوار المجتمعي بين الجميع دون إقصاء أو تهميش، حيث لا يمكن بناء اليمن إلا بتوحيد الجهود، وإيقاف سياسات الهدم والتفتيت والتمزيق والقتل والإقصاء، التي تخلق الاحتقان، وتمزق الإنسان، ومن ثم الانفجار الذي لا يعلم مداه إلا الله تعالى، الذي يقول: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال:46] . وقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران:103]

الدوحة في 2 ربيع الثاني 1436 هـ

الموافق 22 يناير 2015 م

أ.د علي القره داغي                               أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                                        رئيس الاتحاد