ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين باستمرار العنف في العراق وشجب الدعوات الطائفية التي تثير الفتن.

ودعا الاتحاد في بيان المسئولين جميعاً في هذا البلد لتحمل مسؤولياتهم بحل المشاكل السياسية وإبعاد البلاد عن شبح الحرب والفتنة الطائفية.

نص البيان:

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..وبعد،،

يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق بالغ الأوضاع المأساوية في العراق الحبيب وفى عاصمته الحضارية عاصمة الرشيد بغداد، حيث لايكاد يمر يوم  دون  أن تدوي أصوات الانفجارات والتفجيرات في عراقنا الحبيب مخلفة أشلاء متناثرة ودماء جارية ومنشآت وبنى تحتية مدمرة، في جو من الإرتباك السياسي والصراع الحزبي والتوتر المذهبي، وهو مشهد مؤلم يؤذى نفس كل مسلم لما يلاقيه إخوانه في الدين والإنسانية من آثار وانعكاسات لهذا الوضع الذي حول حياتهم إلى شقاء قاتم ورعب دائم وكابوس مرعب، وهو ما يفقد الإنسان الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة.

أما طموحات التنمية والرفاهية وبناء مجتمع متماسك فاعل في معترك الحضارات فتلك أصبحت أحلام الماضي الدابر مع الأسف الشديد، وإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهو يستشعر ثقل العهد الذى أخذه الله تعالى على أهل العلم والأمانة من البيان والنصح والإصلاح.

يرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويؤكد مايلى :

1-  يندد بقوة باستمرار مسلسل العنف والإرهاب والتفجيرات في العراق الحبيب، ويشجب الدعوات الطائفية من أي طرف كان التي تثير الفتن بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة، والتي لايستفيد منها إلا أعداء امتنا الإسلامية.

2-  يدعو الاتحاد جميع أطراف المشهد السياسي وأصحاب النيات الحسنة والعقول الراجحة من أبناء العراق على اختلاف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم المذهبية والفكرية إلى أن يلبوا صوت الضمير ويحكموا منطق العقل ويرجحوا المصلحة العامة للبلد في الأمن والاستقرار وحق أهل العراق كل أهل العراق في أن يعيشوا حياة كريمة ينعمون فيها بخيرات بلادهم ويشاركوا بدون استثناء في بنائها وحمايتها ويتفرغوا لما تنتظره منهم أمة الإسلام العظيمة من مشاركة فاعلة بل رائدة في مشروع النهضة الشاملة.

3-  إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليهيب بكل الغيورين على مصلحة هذا الوطن الغالي أن يجلسوا إلى مائدة حوار عميق وجاد من أجل الوصول إلى حل الإشكالات القائمة بعيداً عن الإقصاء والتهميش وروح الانتقام، وأن لا يقبلوا بحال من الأحوال أن يكون العراق ميداناً للصراعات المذهبية والطائفية، وأن يرفضوا بكل حزم أن يصبح العراق أداة لتنفيذ مخططات خارجية إقليمية ودولية مشبوهة، وأن يقفوا وقفة رجل واحد في وجه كل من يحاول أن يجعل من العراق ساحة لتسوية خلافاته أو بسط نفوذه وهيمنته، وإننا لننتهز أجواء هذه الليالي المباركة من خواتيم شهر رمضان المعظم لندعو الله عز وجل – ونهيب بكم إلى دعائه – أن يحفظ العراق دولة وشعباً، وأن يرد عنه كيد الكائدين ومكر الماكرين ويحقن دماء أبنائه ويؤلف بين قلوبهم على الحق والخير ونشر العدل وكف الظلم والالتقاء على كلمة سواء، كما ندعو الله تعالى أن يجعل عيدهم هذا بداية مرحلة جديدة من السعادة والوئام والمصالحة الحقيقية.

(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

الدوحة:28رمضان 1434هـ

الموافق:6/8/2013م

أ.د علي القره داغي                         أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                                      رئيس الاتحاد