أحد المصابين إثر وقوع مصادمات في باكستان

يتابع الاتحاد بقلق بالغ ما يحدث في آسيا الإسلامية من مؤامرات تحاك، ومما يحدث على أرض الواقع - بالإضافة إلى فلسطين الحبيبة والعراق العزيز- في باكستان الحبيبة التي يراد لها إحداث العداوة بين شعبها المسلم مرة ببث الطائفية، ومرة لأسباب أخرى، وكذلك ما يقع من ظلم وقتل واستبداد وكبت للحريات، الأمر الذي يدفع نحو مزيد من الرفض الجماهيري، والقتال الداخلي.

وما يحدث على أرض لبنان مما يهدد وحدته واستقراره، وعودته لا سمح الله إلى مربع الحرب الأهلية التي كان قد ذاق ويلاتها لما يزيد عن 15 سنة.

- أما في تركيا، وفي ظل حكومة العدالة والتنمية، فقد شهدت طيلة السنوات الأخيرة حالة من الاستقرار والتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي و بخاصة ما تعلق بالتعديلات الدستورية الأخيرة والتي سيكون لها أثر مهم في مزيد نشر الحرية والديمقراطية للمواطن التركي ودعما لهذا المسار المبارك، إلا أن إطلالة نذر الحرب حرب داخلية نخشى أن يكون الهدف من خلالها إشغال هذه الحكومة، وهي تتهيأ لبدأ مرحلة نيابية جديدة، عن مسار التنمية والاستقرار الاقتصادي الذي حققته في المرحلة السابقة كما أنها نذير لعدم استقرار في المنطقة بصفة عامة.

أما ما يحاك وبشكل حثيث ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل قوى الشر العالمي والسعي وبطرق خبيثة وماكرة إلى توريط بعض الدول الإسلامية للمشاركة فيما يحاك من عدوان فإنه ـ لو وقع لا قدر الله ـ  سيزيد في تشرذم هذه الأمة وبث العداوات والفرقة بين الحكام ومنهم إلى الشعوب.

وأمام هذه المخاطر التي تدفع إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، وتفكيك البنية التحتية لمجتمعاتنا الإسلامية.

يوجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تحذيرا و نداء.

-   يحذر من هذه المؤامرات التي تصاعدت وتيرتها وتعددت أشكالها وطالت أكثر من قطر إسلامي وبشكل متسرع يستهدف ما تبقى لهذه الأمة من أمن واستقرار ووحدة حتى تنتهي هذه الأمة وتذهب ريحها ليستعاد احتلالها بشكل مباشر ومن ثم قطع الأمل في أي عملية نهضة جديدة و يبدو أن أعداء هذه الأمة أصبحوا على قناعة تامة أن السبيل الوحيد لمنعها واستعادة دورها الحضاري في قيادة البشرية هو العودة للاستعمار المباشر وان كلفهم ذلك ما كلفهم.

-   نتوجه بنداء صادق وعاجل إلى جميع الحكام و الشعوب الإسلامية أن يتنبهوا لهذه المخاطر المحدقة بالأمة من كل جانب وأن لا يتحولوا من حيث لا يشعرون إلى خدمة هذه الاستراتجيات و المؤامرات و تسريع مفعولها ضد  مصالح الأمة و أمنها من خلال إشعال المصادمات والتوترات  بين أقطارها وأبنائها ونطالبهم التوجه نحو البحث عن معالجة الإشكاليات القائمة بطرق تحفظ أمن الأمة ووحدتها والمسؤولية الكبرى في هذا الباب تلقى على عاتق الحكام أكثر منها على الشعوب والأطراف السياسية المعارضة ولذلك فالمطلوب مزيد من بسط الحريات العامة وتغليب وسائل الحوار والتفاوض لحل الخلافات فيما بيننا  وبعث الأطر والمؤسسات التي من خلالها يمكن للمواطن أن يعبر عن رأيه ويمارس حقه في النقد وطرح الأفكار وممارسة حرية الاختيار لمؤسسات الدولة بكل مستوياتها.

-   ونتوجه بنداء خاص إلى باكستان حكومة وشعبا بأن يحافظوا على وحدة بلدهم، فالحل هو المصالحة الوطنية وتحكيم صناديق الاقتراع دون أي تدخل من الدولة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ورفع الإقامات الجبرية عن ممثلي المعارضة.

كما أن على المعارضة مراعاة الظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة، والمؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد باكستان وما تمثله من قوة إسلامية مهمة.

-   كما نتوجه إلى الحكومة التركية بتغليب المعالجة السياسية للمشاكل الداخلية والمضي في الخطوات التصالحية التي قطعتها طيلة السنوات السابقة، بين كل مكونات الشعب التركي وتفويت الفرصة على من يريد الزج بها في حرب داخلية قد تأتي، لا سمح الله، على ما حققت من نجاحات شهد لها بها الجميع.

-   ونتوجه إلى شعب لبنان بكل أطيافه أن يتوافقوا على ملء الفراغ السياسي والتوافق على رئيس يمثل إرادة الشعب اللبناني بأسرع وقت ممكن، لأن أي تأخير ليس لمصلحة هذا الوطن الغالي المهدد و المعرض لأبشع أنواع المؤامرات.

وفي الختام ليس أمامنا في مواجهة هذه الأعاصير إلا التوكل على الله تعالى والاعتصام بحبله المتين ثم العمل الجاد المخلص، والتضحية بحظوظ النفس وأهوائها ومصالحها في سبيل مصلحة الأمة العليا ومستقبلها.  "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" صدق الله العظيم.

والله المستعان

أ.د. محمد سليم العوَّا

الأمين العام

أ.د. يوسف القرضاوي

رئيس الاتحاد