حافظوا على عصمة الدم الفلسطيني

استنكر المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث أحداث الاقتتال الداخلي بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، مما أوقع قرابة خمسين قتيلاً وعشرات الجرحى.

 

ودعا المجلس القيادات الفلسطينية للمحافظة على عصمة الدم الفلسطيني، وحل الخلافات بين الحركتين بشكل سلمي، بحسب بيان للمجلس تلقى الموقع نسخة منه.

وفيما يلي نص البيان :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.

تلقى المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث أثناء اجتماعه (بدأ الثلاثاء وينتهي الأحد) في مدينة سراييفو خبر الاقتتال الدامي بين الأخوة الفلسطينيين في غزة وسقوط عدد من القتلى، وهو إذ يبدي استنكاره الشديد لاستمرار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، خصوصا بعد المصالحة التاريخية التي عقدت بين حماس وفتح بجوار بيت الله الحرام، يطالب القيادات الفلسطينية بالمحافظة على عصمة الدم الفلسطيني وحرمته، وعلى وحدة الموقف ضد الاحتلال الصهيوني ، كما يناشد جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للمبادرة بكسر الحصار المفروض على شعبنا الفلسطيني الصامد، مما يساعد على تخفيف الاحتقان الداخلي، وعلى فرض الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية على المجتمع الدولي.

لقد شعرنا بالأمل عندما سمعنا بتوقف الصدامات المسلحة، ونحن نطالب الطرفين بإلحاح، بوضع حل دائم يمنع تجدد الاشتباكات مهما كانت الأسباب، ويضمن معالجة الخلافات بالأسلوب الأخوي السلمي، مذكرين بقوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه أراد قتل صاحبه" وقوله صلى الله عليه وسلم "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".

كما نطالب القيادات الفلسطينية في الداخل، وقادة الدول العربية  والإسلامية، بالتدخل للإصلاح بين الفريقين المتخاصمين التزاماً بقوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما).

المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث