الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

مكتب الرئيس

24/3/1428هـ - الموافق: 12/4/2007م

دولة الأخ الأستاذ/ عبد العزيز بلخادم.

رئيس الحكومة الجزائرية حفظه الله

أبعث إليكم بخالص عزائي في ضحايا العدوان الغاشم على المدنيين الأبرياء من أبناء الجزائر، الذي أدعو الله لهم أن يتقبلهم في الشهداء ، وأستنكر أن يتم ذلك باسم الإسلام، الذي يقرر قرآنه مع كتب السماء: {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة:32]، ويقول رسوله عليه الصلاة والسلام: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم بغير حق".

والإسلام حتى في حروبه الرسمية العلنية بينه وبين أعدائه المحاربين، لا يقتل إلا من يقاتل: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة:190]، {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً} [النساء:90].

إنا نناشد هؤلاء الشباب المفتونين أن يتوبوا إلى رشدهم، ويراجعوا فهمهم المغلوط، ويخرجوا من سراديبهم ، ويجالسوا العلماء ويناقشوهم، ويدعوا فكر الخوارج الذي استباح دماء المسلمين، ومنهم ابن الإسلام البكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

إنني أدعو إلى توحيد قوى الأمة كلها حكاما ومحكومين، مؤيدين ومعارضين، وأن يتحاوروا بالكلمة والحجة لا بالقنبلة المفخخة، وقد حذرهم رسولهم فقال : "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".

سيادة الرئيس، أحسن الله عزاءكم، وأعظم أجركم، وتقبل شهداءكم، ووقى بلدكم العزيز شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم

يوسف القرضاوي

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين