الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه ومن والاه، وبعد،

فقد تلقى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ القلق والانزعاج الأنباء التي أذيعت عن إصدار الحكومة العراقية مذكرة توقيف ضد فضيلة الشيخ الدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

إن الشيخ حارث الضاري، وهو يمثل الهيئة الأساسية لعلماء السنة في العراق، وبما يعبر عنه من رمزية علمية وشعبية، وبمواقفه الوطنية يعتبر إحدى الشخصيات الرئيسية في المشهد العراقي. ومحاولة إبعاده عن أداء دوره في وطنه في الظرف الدقيق الذي يمر به العراق خاصة والمنطقة عامة محاولة تدل على التربص بهذا الجزء العزيز من وطننا الإسلامي، وبالقوى الحية فيه لحساب الأجنبي المحتل ولحساب القوى الطائفية التي تحاول ترسيخ الفتنة في العراق وتوسيع نطاقها.

وينوه الاتحاد إلى أن العلماء في تراثنا الإسلامي هم ورثة الأنبياء وهم الآخذون بيد الأمة في كل عصر لإخراجها من الظلمات إلى النور. ومنْعُهم من أداء واجبهم في قيادة الأمة منعٌ للصدع بالحق والدعوة إلى الخير والحث على الثبات في وجه العدوان والبغي، ومنعٌ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما واجبان على العلماء خاصة وعلى الأمة عامة. وإسكات صوت الحق في أزمنة الفتنة يجلب المضرة على الأوطان والعباد جميعًا.

لذلك فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينبه إلى الآثار الخطيرة التي ستترتب على تنفيذ مذكرة التوقيف في حق الشيخ حارث الضاري، ويدعو الحكومة العراقية بجميع سلطاتها إلى إلغاء هذه المذكرة، والتعامل مع الزعامات الوطنية بما تستحقه، وتستوجبه مكانتها من احترام وتقدير.

ويؤكد الاتحاد على وقوفه بجميع أعضائه في العالم كله إلى جوار الحق والعدل في العراق وفي غيره.

ويأمل الاتحاد أن تنقشع هذه الغمة بأسرع ما يمكن لئلا يصيب العراق من جراء تنفيذ ما يتهدد الشيخ الضاري ما لا تحمد عقباه.

وينتهز الاتحاد هذه الفرصة ليناشد الحكومة العراقية وجميع القوى المحبة لخير العراق أن يتحدوا لأجل العراق، ولوقف نزيف الدم العراقي، ومنع المزيد من سفك دماء الأبرياء والقضاء على هذه الفتنة الطائفية التي تنتهي إلى حالة لا غالب فيها ولا مغلوب. والخاسر الوحيد فيها الشعب العراقي

ونسأل الله للعراق الخلاص من الغمة التي تطغى على أوضاعه كافة.

والحمد لله رب العالمين،

الأمين العام رئيس الاتحاد

أ.د. محمد سليم العوَّا أ.د. يوسف القرضاوي