موقع القرضاوي/25-9-2008
نحمد الله حمدا يدفع به عنا النقم، ونستجلب به منه النعم، ونصلي ونسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وآل بيته وسلم تسليما كثيرا، وبعد،،
فقد ساءنا ـ نحن أبناء وتلاميذ العلامة الإمام القرضاوي ـ تلك التصريحات التي صرحت بها مراجع الشيعة، ووكالة الأنباء الإيرانية "مهر"، والتي نالت من شخص الشيخ بالتجريح والتلفيق والتزوير، وتجاوزت كل حدود العقل والإنسانية، وكذلك ما طالب به بعض الشيعة في قطر من طرد الشيخ من قطر، وسحب الجنسية منه لأنه لا يستحقها، كما طالبوا بالحجر عليه، بالإضافة إلى اتهامات للشيخ تنال من تاريخه الناصع الأبيض، والطاهر الشريف، الذي عاش طول عمره شاهرا سيف الحق، ورافعا علم الوحدة، وصادعا بكلمة الحق.
ولما كان صوت الإمام القرضاوي خطيبا ومحاضرا ووعالما ـ وما يزال ـ أقوى الأصوات وأسرعها نفاذا إلى العقول والقلوب في كل مكان لم يكن غريبا أن يكون الهجوم عليه على مستوى هذا الصوت المجلجل، والداوي في أعماق الأمة وضمير الشعوب.
ونحن إذ نرى موجات هذه الردود العنيفة غير المبررة من مراجع وآيات كنا نظن أنها تمثل تيار الوسطية في المذهب الشيعي لَنُحيي في الشيخ الجليل بيانه الناصع الذي جاء معتدلا، ونطق بالوسطية حتى نقم عليه آخرون من علماء السنة أنه اكتفى بوصفهم "مبتدعون"، وما هؤلاء المُجَرِّحين والمتجاوزين إلا كما قال الشاعر:
كناطحٍ صخرةً يوما ليوهنها فلم يضُرْها، وأوهى قرنَه الوعِلُ
هذه شهادة نعلي بها أصواتنا، ونرفع بها حناجرنا متآزرين مع الحق، ومتضامنين مع الصدق، وناصرين بها شيخنا الإمام، والله معنا، عزت أواصرنا، طابت عناصرنا، الله ناصرنا، لا عبد يخزينا.