خطب الشيخ القرضاوي - الجزء الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم
تصدير
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ملء السموات ومل الأرض، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، وأزكى صلوات الله وتسليماته على معلم الناس الخير، وهادي البشرية إلى الرشد، سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن سار على دربه، واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد ...
فهذا هو الجزء الرابع من «خطبي» يمضي على سنة ما سبقه من الأجزاء الثلاثة، وقد أعده كذلك الأخ الكريم العالم الباحث الداعية الفاضل الشيخ خالد السعد، وعلق على حواشيه، وخرج أحاديثه.
وعلى عادته في كل جزء يرده إلي لأراجعه، لأكمل بعض الكلمات التي قد تكون قد ضاعت أو شوشت في التسجيل، وقد أهذب بعض العبارات بالإضافة أو الحذف أو التحسين، كما أُخرج بعض الأحاديث التي ربما تستعصي على الأخ خالد، وربما لا يتسع وقته لتخريجها، لا سيما وهو مشغول بإتمام رسالته للدكتوراة، أسأل الله أن يسدد خطاه، وينير طريقه، ويتم عليه النعمة.
وقد تميز هذا الجزء بأنه فيه موضوعات جديدة، وربما لا يطرقها كثير من الخطباء، مثل زياراتي ورحلاتي إلى البلاد المختلفة، كالهند واليابان وأمريكا وغيرها؛ فأحببت أن أشرك الأخوة المستمعين معي في حصيلة هذه الأسفار.
على أن مرد الخطب كلها في النهاية إلى النبع الصافي من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مستأنسين بتراث الأمة الغني، الذي لا يستغنى عن الاستفادة منه عالم أو داعية أو مرب، وبذلك تتواصل أجيال الأمة بعضها مع بعض، ويستغفر لاحقها لسابقها، كما قال الذين جاءوا من بعد الصحابة: {رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10].
شكري للأخ خالد السعد على ما قام به من جهد، ونفع به كل من قرأه، وجزى الله «مكتبة وهبة» خيرًا على نشره وتعميم النفع به، وأدعو الله سبحانه ألا يحرمني من أجره. إنه سميع الدعاء.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الفقير إليه تعالى
يوسف القرضاوي
الدوحة في ذي الحجة سنة 1421هـ
مارس «آذار» 2001م