قراءة في واقع الأمة في الفترة الأخيرة

تحميل الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد      

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله, وأزكى صلوات الله وتسليماته على معلم الناس الخير, وهادي البشرية إلى الرشد, سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا وقائد دربنا محمد وعلى آله وصحبه, ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين.

 

أخبرني الإخوة أن هذه المحاضرة أو هذا الحديث تحت عنوان: «قراءة في واقع الأمة», وإذا ذكرنا كلمة الأمة فلا نعني بها إلا أمة الإسلام, أمة الإجابة, هناك أمة الدعوة وهذه تشمل العالم كله, والبشرية كلها, {قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ} [الأعراف: 158]، {وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} [الأنبياء: 107]، {تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1], فهذه أمة الدعوة.

 

ولكن حديثنا عن أمة الإجابة, الأمة التي رضيت بالله ربا, وبالإسلام دينا, وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا, وبالقرآن منهجا وإماما, فإذا قلنا: «واقع الأمة» نعني بها هذه الأمة الإسلامية من المحيط إلى المحيط, من جاكرتا إلى الرباط, الأمة الإسلامية في المشارق والمغارب, وفي الشمال والجنوب هذا هو مقصودنا حينما نقول: الأمة الإسلامية.

 

والعرب جزء من هذه الأمة, فلا بد حينما نقول واقع الأمة أن نتصور هذه المساحة الجغرافية الكبيرة, بل هذه الأمة تشمل أيضا الذين يعيشون خارج العالم الإسلامي من المسلمين, هناك أقليات إسلامية ربما تبلغ أكثر من ربع المسلمين, بل ربما نحو ثلث المسلمين, يعيشون في أقليات وبعضها أقليات كبيرة مثل الأقلية الهندية حوالي 150 مليون مسلم ويعتبرون أقلية, هناك الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا, في الشرق الأقصى, في أفريقيا, في أستراليا, وفي غيرها, كل هؤلاء يدخلون ضمن الأمة, حينما نقول واقع الأمة, يشمل هذا الواقع هؤلاء المسلمين حيثما كانوا.

 

ومن القراءة المستوعبة: أن يقرأ الواقع بكل جوانبه, أعني أن يقرأ الواقع الاقتصادي؛ كما يقرأ الواقع السياسي. ويقرأ الواقع الفكري والثقافي؛ كما يقرأ الواقع الديني والأخلاقي. ويقرأ الواقع الأسري والاجتماعي؛ كما يقرأ الواقع العسكري والجهادي. ويقرأ الواقع الإقليمي والدولي؛ كما يقرأ الواقع القطري والمحلي.

فهذه النواحي كلها تمثل الواقع الذي تعيشه الأمة وتجسده.