عمر بن عبد العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد...
فقد أطلعني الأخ الكريم الأستاذ محمود عوض على هذه الخطبة التي أذيعت من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة في سنة 1416هـ، وقد تناولت فيها سيرة علم من أعلام تاريخنا الإسلامي المجيد، وإمام من أئمة الهدى والتجديد، وهو عمر بن عبد العزيز، الذي اعتبره علماء أمتنا خامس الراشدين.
وأمتنا أحوج ما تكون إلى إبراز هذه المعالم الهادية، وهذه النقاط المضيئة في تاريخها، بعد أن شوه هذا التاريخ، وظن الظانون أنه ظلمات بعضها فوق بعض. ولا أحسب أمة حفل تاريخها بأعلام الهدى، ومصابيح الدجى، وأئمة التقى، وحملة رسالة الحق، ودعوة الخير. مثل هذه الأمة.
ولكن هذه الأمة ابتليت بالمتطاولين على أمجادها، المشككين في أصالتها وحضارتها، المرددين لدعاوي خصومها، حتى تطاولوا على مثل عمر بن عبد العزيز، وهو قمة من قممها الشامخة؛ لهذا سرني ما قام به الأخ محمود عوض من إفراغ هذه الخطبة وكتابتها والتعليق عليها، حتى إنه صاغ بعض وقائعها من مصادرها، وكنت أكتفي بروايتها غالبا بالمعنى والمضمون، فجزاه الله خيرا.
وقد رأيت أن يضاف إليها «فتوى» كنت ذكرتها في كتابي «فتاوى معاصرة» الجزء الثاني، رددت فيها على ذلك العلماني الجريء الذي زعم أن ابن عبد العزيز كان جاهلا بالسياسة والإدارة!!..
شكري للأخ محمود، ولنادي الريان، ونفع الله بهذه الرسالة كل من يقرؤها. اللهم آمين.
5 من رجب 1417هـ
الموافق 16 من نوفمبر سنة 1996م
يوسف القرضاوي