الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند

بعث الإمام يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث برسالة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، تم تسليمها إلى السفارة الفرنسية بالعاصمة القطرية الدوحة، قدم الإمام فيها العزاء في وفاة المواطنين الفرنسيين الذين لقوا حتفهم جراء حادث صحيفة "تشارلي إبدو" خلال الفترة السابقة، مؤكداً إدانة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث لهذا الحادث إدانة كاملة، أياً كان الجاني، وأياً كانت دوافعه، وأياً كان معتقده، فالقتل والترويع ليس من وسائل التعبير عن الرأي، أو الإنكار على المخالف في الدين الإسلامي الحنيف ولا في الثقافة الإسلامية السمحة.

وأثنى الإمام القرضاوي على كلمات الرئيس أولاند التي طالب فيها بعدم الخلط بين الإرهاب وبين الإسلام، في العالم وفي فرنسا، حيث الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا جنسية، وإنما هو خطر يهدد الإنسانية جميعا.

كما أكد فضيلته على السلوك الإيجابي للأقلية المسلمة في فرنسا قائلاً "كما أن سلوك الأقلية الفرنسية المسلمة الحضاري يعكس إيمانها بدينها الحنيف السمح، المسالم للعالم كله، وبالقيم الإنسانية، والمواثيق الوطنية، فهي أقلية متوافقة مع نفسها، منفتحة على غيرها، نافعة لوطنها، على ما يصيبها أحيانا من تحريض واعتداء. وإننا على ثقة أن فرنسا ستعمل على حماية حقوق مواطنيها جميعا، على اختلاف أديانهم، وأن تظاهرات باريس ستكون دعوة للتلاحم الوطني، والدفاع عن الحريات، ومواجهة شتى أنواع التطرف، ولن توجه نحو فصيل بعينه".

وأوضح القرضاوي إنكاره الكامل على الصحف الأوروبية نشر الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم، ولكتاب ربنا القرآن، ودعوته المسلمين إلى إنكارها كذلك بكل الوسائل السلمية القانونية المشروعة، حيث أنه ليس من المعقول أن تتخذ قيم الحرية الفكرية والتعبيرية، تكأة للاعتداء على المقدسات الدينية والنيل من رموزها، مضيفاً أن أمة الإسلام جميعاً لا تقبل إهانة مقدساتها أو شعائرها.

ودعا القرضاوي فرنسا والدول الأوروبية إلى المبادرة إلى إصدار تشريعات لحماية المقدسات الدينية، حيث أنه من غير المعقول أو تمنع القوانين الإساءة إلى الأفراد بينما تسكت عن الإساءة إلى الأنبياء، كما أن المشرع الفرنسي الذي استطاع أن يصدر تشريعاً بجرم معاداة السامية، لديه القدرة على إصدار تشريع يجرم ازدراء الأديان والأنبياء والمقدسات.

كما أضاف القرضاوي أنه وأثناء معالجة ظاهرة الإرهاب، لا يجب الوقوف أمام عند معالجة الآثار والنتائج، بينما يتم إهمال الأسباب والبواعث التي تغذي الإرهاب، وهي ضياع العدالة الإنسانية، واستفزاز المشاعر الدينية، وإهمال حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، والتغاضي عن الجرائم الإسرائيلية في حقهم، ومساندة الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي والإسلامي التي تستبيح دماء شعوبهم وتنتهك حريتهم، كما هو الحال في سوريا ومصر، مؤكداً أن علاج هذه المشكلات، من شأنه اجتثاث الإرهاب من جذوره عالميا.

وأبدى القرضاوي استعداده الكامل، واستعداد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، للتعاون مع جميع المؤسسات العلمية والإنسانية، في فرنسا وأوروبا، بل وفي العالم أجمع، لتحقيق كل ما فيه الخير للإنسانية، والحفاظ على قيم الحرية، واحترام المقدسات .