دعا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي* جميع فئات الشعب المصري إلى العودة إلى الميادين لإنقاذ ثورتهم ممن أضاعوا البلاد والحرية، ودبروا الانفجارات، كما دعا الثوار للتصالح؛ لأجل الخروج بالبلاد من "بلوى" الانقلاب.

وفي خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة دعا فضيلته أبناء ثورة 25 يناير -في ذكراها الثالثة- وجموع المصريين من جميع الفئات "الرجال والنساء، والشيوخ والأطفال والشباب، والفقراء والأغنياء، والعمال والفلاحين، والإسلاميين والليبراليين"، إلى العودة إلى الميادين والتظاهر لإنقاذ ثورتهم.

كما دعا الجميع إلى التصالح بهدف إخراج الناس من "البلوى" القائمة منذ انقلاب يوليو؛ "فلابد من التكاتف والتآزر في مواجهة من يسيرون البلاد حسب هواهم، فضيعوا مصر وثورتها المباركة، وذهبت البلاد أدراج الرياح، فقد ضاعت الحرية والديمقراطية والاقتصاد والإنتاج، فهم يأخذون المليارات من العرب ليقتلوا بها الآلاف، وأدخلوا البلاد في مصائب سوداء".

ورأى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الشرطة هي من دبرت التفجيرات الأخيرة؛ لإلصاقها بالإخوان؛ "لأنه ليس من المعقول أن تترك هذه المقرات الأمنية دون حراسات كافية في هذه الظروف"، مشددا على سلمية الثورة المصرية، وأن هذه السلمية أقوى من الرصاص، كما قال د.محمد بديع مرشد الإخوان.

وتحدث الشيخ القرضاوي عن الرئيس مرسي وكيف رأى الناس فيه "رئيسا يحفظ القرآن ويقيم الليل ويتعهد بطاعة الله ويؤم الناس بالصلاة؛ وهذا ما أزعج أمريكا وإسرائيل وأوروبا وغيرها من البلاد الصليبية والصهيونية، التي تخاف من الإسلام جهلا به، فهو الذي يساوي بين الناس ويقيم العدل ويحيي الأرض بعد موتها ويصلحها بعد خرابها؛ فأضمر له الجميع الشر وحاكوا المؤامرات ضد رجل صالح".

غير أنه لفت إلى عدد من أخطاء مرسي، مثل تمسكه برئيس وزراء يرفضه الشارع، لكنه في المقابل -تابع فضيلته- لم يجد تعاونا من أحد، وتخلى عنه الناس رغم أنه قام بأعمال جيدة، واستطاع التغلب على مشاكل البترول والقمح، وشرع في مشروع محور قناة السويس، لكن الدولة العميقة لم تمهله، فوقفت ضده من أول يوم.

وأكد القرضاوي في خطبته التي دارت حول "الاستكبار في القرآن الكريم" أن الله سبحانه وتعالى "سينتقم ممن سرق مصر وشعبها، وسينصر أهل الإيمان على أهل الكفر، وأهل الإحسان على أهل الطغيان، فمنذ سبعة أشهر لم تنتج مصر شيئا، ولم يستر الحكام عورة، ولم يطعموا لقمة، والأموال تضيع على هذا الشعب العظيم، الذي لا يستحق ما يحدث له".

الشكر لقطر

ووجه الشيخ القرضاوي الشكر لدولة قطر على مساندتها للثورات العربية من أول يوم بمالها ورجالها وإمكاناتها، قائلا "هذا البلد سيذكره التاريخ وسيذكره الله على مواقفه البطولية في مناصرته للثورات ورغبات الشعوب، في الوقت الذي كانت معظم الدول العربية الأخرى تحاول وأد هذه الثورات والقضاء عليها في مهدها وإفشالها بكل الوسائل؛ فسخرت الإذاعة والتليفزيون وشبكة الجزيرة في خدمة هذه الأعمال النبيلة، ومناصرة الشعوب على الحكام المستبدين".

ــــــــــ

* ملخص الخطبة التي ألقاها الشيخ القرضاوي العام الماضي في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير .