![]() |
أكدت الندوة أنه ينبغي للأمة أن تتعلم قبل أن تعمل |
أكد الشيخ العلامة يوسف القرضاوي أنه يجب أن يؤخذ الإسلام كله جملة واحدة ليؤتي أكله، العبادات، والمعاملات، والتشريعات، ولا يؤخذ بعضه ويترك بعضه، لافتا إلى قوله تعالى: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون" (البقرة:85).
جاء ذلك في كلمة فضيلته خلال مشاركته بندوة "القرآن والأخلاق.. المقاربات والمقاصد والنماذج" التي نظمها مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة التابعة لمؤسسة قطر للعلوم والتربية وتنمية المجتمع، حيث أرشد إلى أن أول ما ينبغي للأمة أن تفعله هو أن تتعلم قبل أن تعمل.
وأكد القرضاوي أن الإسلام اهتم بالجانب الأخلاقي ومدى تأثيره في كل الجوانب الحياتية كالجانب العلمي، والجانب الأدبي، وجانب العلاقات والمعاملات وغيرهم من الجوانب الأخرى. كما أكد على اهتمام الإسلام بالتربية قبل أن يهتم بالتشريع والعقوبات، حيث يجب أن يربى الإنسان على الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر.
وأوضح فضيلته أن الاسلام هو رسالة أخلاقية؛ فيجب أن تراعى الأخلاق فى كل شئ: فى الاقتصاد، وفى أحكام الأسرة، وفى الحرب، وفى السياسة.. كل هذه الأمور يجب أن تنبنى على الأخلاق، فلا يقبل الإسلام غاية شريفة بوسيلة غير شريفة، فليس مثلما قال مكيافلى ونظريته القائمة على أن الغاية تبرر الوسيلة، وحتى فى القتال، فالمسلمون ليسوا دعاة حرب، ولكن نحارب فقط للدفاع عن أنفسنا وللدفاع على الإسلام، وهذا ماشرعه الإسلام، فالإسلام يدعو الى سلام العالم.
كما أشار فضيلته إلى أن الإسلام دعا إلى الجمال، ولفت إلى ورود ذكر الجمال فى القرآن الكريم مرات عديدة ، مثل جمال السماوات والأرض حيث قال تعالى "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ" (الملك:5)، وجمال الانسان حيث قال تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" (التين:4)، وتكلم عن الحيوان فقال تعالى "وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ" (النحل:6).