الدكتور محمد عثمان صالح |
حسن عبد الحميد
"الإنتربول لملاحقة المجرمين وليس لملاحقة العلماء الأزهريين الربانيين".. هذه هي العبارات التي تواجهك وأنت تدخل إلى مقر هيئة علماء السودان بوسط الخرطوم مساء السبت الماضي، وهي تُظهر رأي هيئة علماء السودان في قرار الإنتربول ضد الشيخ القرضاوي؛ لكن ما يظهر رؤية الهيئة أكثر الكلمات التي قيلت في الندوة التي ابتدرت بها هيئة علماء السودان فعالياتها لنصرة الشيخ القرضاوي بعنوان (دفاع الأمة عن علمائها) وخاطبها جمع من العلماء من داخل السودان وخارجه، وحظيت بحضور كبير من العلماء وطلبة العلم الشرعي والمهتمين.
الأستاذ الدكتور محمد عثمان صالح رئيس الهيئة امتدح في كلمته الدكتور القرضاوي ووصفه بأنه لا نظير له في القرن الحادي والعشرين، وأشار إلى أنه حفظ القرآن في سن الثامنة، ثم تدرج في تلقي العلم الشرعي حتى بلغ غاية عظمى، وهو أعلى من درجة البروفسور، ونوه إلى مؤلفاته التي تعدت المائة كتاب، وعشرات الرسائل، وأضاف أنه أيضاً شاعر ألف الشعر والأناشيد التي ترددها الساحات والمعسكرات.
وعن تاريخ الشيخ القرضاوي ذكر أنه اعتقل شابًا في عهد جمال عبد الناصر، ثم خرج مُكرهًا إلى الخليج حيث استقر في قطر، وشغل منصب عميد كلية الشريعة في جامعتها، ونشاطه العلمي والدعوي لم ينقطع حتى اللحظة، ثم أسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قبل عشر سنوات في إيرلندا، وفي المؤتمر الرابع الأخير في استانبول تجمع أكثر من ثمانمائة عالم من العالم الإسلامي.
واستنكر الشيخ محمد عثمان صالح أن يطارد الشيخ القرضاوي الذي تجاوز الثامنة والثمانين مع أن القانون الدولي يعفي من بلغ السبعين من الملاحقة والعقوبة، وأكد أن الشيخ القرضاوي داعية وسطية ولا يمكن أن يكون إرهابياً، وطالب الأمة بالدفاع عنه لأن الدفاع عنه دفاع عن الأمة.
الشيخ علي جاويش المراقب العام للإخوان المسلمين في السودان ابتدر حديثه بإيراد الحديث الصحيح (الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة لا يبطله عدل عادل ولا جور جائر) وأشار إلى أن الجهاد يكون بالسنان وباللسان.
وأكد أن الشيخ القرضاوي جاهد بلسانه، واستطرد أن الهدف من هذه الحملة استهداف الإسلام؛ إلا أن هذه الحملة أبرزت الشيخ القرضاوي كرمز يدافع عن الإسلام.
وأكد الشيخ جاويش أننا اليوم في مرحلة ميلاد الشعوب، ومرحلة المخاض هذه تقتضي وقتاً، وأهاب بالإعلام أن يكون في المقدمة في هذه المرحلة لتبصير الأمة.
الدكتور عبد الغني التميمي رئيس هيئة علماء فلسطين بالخارج تساءل: لماذا يُستهدف الشيخ القرضاوي بالذات؟ وأجاب أنهم يريدون توجيه ضربة نجلاء للإسلام من خلال ضرب العلماء والرموز العلمية.
وأكد أن من ينكر جهاد الشيخ القرضاوي أعمى البصيرة أعمى البصر، وحيا هيئة علماء السودان التي تعتبر من أولى الهيئات التي بادرت وانتصفت للشيخ القرضاوي، ثم ختم مداخلته بقصيدة عصماء عن المسجد الأقصى.
الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف نائب رئيس هيئة علماء السودان أورد الحديث الصحيح (ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلماً في موضع يحب أن ينصره فيه إلا خذله الله يوم القيامة)، ثم أضاف أن من واجبنا ألا نخذل إخواننا وحرام علينا أن نخذلهم.
وأكد أن الشيخ القرضاوي الذي بلغ التسعين بالتقويم الهجري أفضل منا، وحق علينا أن ننشر فضائله ونذيع مناقبه لأنه تكلم بالحق حين خرست ألسنة كثيرة، ولم يستغرب أن يطلق أكابر المجرمين في مصر هذا القول عن الشيخ القرضاوي، فسلفهم فرعون مصر قال عن موسى عليه السلام (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)، ووصف النظام الانقلابي في مصر بأنه أداة صهيونية نفذ انقلاباً بأموال عربية وأيد مصرية.
وذكر أن من مناقب الشيخ القرضاوي أنه حينما كان الفلسطينيون يفجرون أنفسهم وينكأون العدو الصهيوني؛ ظهرت فتاوى بأن هذا العمل حرام وانتحار، فصدع الشيخ القرضاوي بالحق وبيّن أن هذا استشهاد، ولم يغفر له المجرمون ذلك، كما لم يغفروا له أنه أيد ثورة الشعوب العربية ضد جلاديها.
وقال إن الشيخ القرضاوي جاهد بلسانه وسنانه، فقد كان في كتيبة الذبيح التي يقودها الشيخ الأزهري البهي الخولي التي قاتلت في فلسطين، وأكد الشيخ عبد الحي أن الذين عذبوا العلماء عبر التاريخ ذهبوا إلى مزبلة التاريخ وبقيت الذكرى العطرة للعلماء، وكذلك سيذهب السيسي إلى مزبلة التاريخ.
الدكتور ناصر السيد أكد أن العلماء ورثة الأنبياء، وأنهم لذلك يلاقون ما لاقى العلماء من القتل والتعذيب، وأشار إلى أن النهضة التي تنتظم العالم الإسلامي اليوم لابد لها من علماء، واستغرب أن الإنتربول لا يلاحق الذين قتلوا الأبرياء في رابعة العدوية، وحيا الشيخ القرضاوي الذي جمع بين العلم والجهاد، وأكد أن الصراع مستمر منذ فجر الدعوة الإسلامية بين الحق والباطل.
ــــــــــ
- عن صحيفة الصيحة