د. حسن الترابي
في حين كان الدكتور يوسف القرضاوي محبوسًا مسجونًا، ماضيًا على سنة الأنبياء والعلماء الذين ابتُلوا في سبيل الدعوة إلى الله سنوات في المحنة؛ كانت مسرحياته وأناشيده تُقرأ وتُحفظ وتُمثَّل أو تُنشر في تجمعات ومخيمات ومواسم دعوة على امتداد ساحة العالم الإسلامي، من طنجة إلى جاكرتا ومن عمان إلى السودان، ويتردد اسمه وسيرته وتحيا معه سيرة الدعوة الشاملة التي انتهى إليها وعبّر عنها وابتلي فيها، وما حركة الصحوة الإسلامية الماضية اليوم إلا امتداد لعلم الدكتور يوسف القرضاوي وإخوته علماء الرعيل الأول لحركة الإسلام وشهدائه.
إن الدكتور يوسف القرضاوي هو اليوم رمز لمعنى الأمة الإسلامية الواحدة، ما من قطر من بلاد الإسلام إلا ويستشعر أنه يمثله وينتمي إليه فهو مصري وقطري وحجازي، وكذلك كان شأن علماء الإسلام الأوائل الذين أسسوا الفقه الإسلامي مذاهب ومدارس لا تعرف حدودًا ولا شعوبًا ولا طوائف.
وإن السودان ليحمل امتنانًا خاصًا للدكتور يوسف القرضاوي الذي ما فتىء ينصره في ساعة يصمت فيها الناس كأنه أبو ذر الغفاري. جزاه الله خير الجزاء.
.......
- المصدر: «يوسف القرضاوي.. كلمات في تكريمه وبحوث في فكره وفقهه».