د. مروان أبو راس

لا يستطيع أحد كائنًا من كان أن ينكر تأثير الشيخ القرضاوي على الجيل المسلم عمومًا في كل أنحاء العالم بدءًا من المغرب العربي وخاصة الجزائر، حيث كان الشيخ علمًا من أعلام العلم والفكر والفقه والدعوة، وكذلك في أوروبا حيث كان القرضاوي رئيس مجلس الإفتاء الأوروبي، وعلى الخليج العربي حيث يقيم، وعلى مصر حيث هي بلده التي أعطاها قلبه وفؤاده، وفلسطين حيث الجهاد والكرامة والتقرب بذلك الى الله جل وعلا، وإلى العالَم حيث أصبح الشيخ يتصدر المكانة التي لا يدانيه فيها أحد من العلماء المعاصرين.

أما كيف وصل الشيخ إلى هذه المكانة؟ إنه العلم، وحب العمل لله، والفكر الصحيح الذي يلج إلى كل قلب، والوسطية والاعتدال التي تميز بها هذا الدين العظيم، فلم تجد كارهًا لهذا العَلَم الأشم إلا منحرفًا في الفكر، مختلًا في الفهم، مشوشًا في التفكير، مضطربًا في السلوك، يفتقد لأبسط قواعد العلم وأسس الدين، وهذا ما كان يعاني منه الشيخ مع هؤلاء، وما عانى منه شيوخ الاسلام على مر التاريخ.

وقد مد الله تعالى في عمر الشيخ، وهذه بركة في أعمار العلماء، بركة في العمر وبركة في العلم، فعمره أعطانا الله به علمًا ومواقف مشهودة ولله الحمد، إلا أنه لا زال على مواقفه الصلبة في البيان ومواجهة الخصوم، وتحدي الصعاب وتوعية الجيل ولله الحمد والمنة.

......

- د. مروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين - غزة

- المصدر: «العلامة يوسف القرضاوي.. ريادة علمية وفكرية وعطاء دعوي وإصلاحي».