أنور إبراهيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه (وبعد)

 فإننا نكن لماليزيا مكانة عظيمة في نفوسنا ولشعبها محبة صادقة في قلوبنا، وما زالت أملنا في تحقيق أنموذج إسلامي وسطي حضاري متقدم معاصر.

ولا يكون هذا إلا بتلاحم المخلصين من أبنائها، وتضافر جهودهم، وتكاتف الحريصين على مستقبلها، وتعاون سواعدهم، حتى يقف الماليزيون جميعا {صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4)  

ولا ينبغي أن تتحول ساحة القضاء مسرحا للمناكفات والخصومات السياسية، أو وسيلة للزج بالمعارضين في براثن قضايا، يعلم القاصي والداني أنها تهدف إلى تشويه الصورة أكثر من الوصول إلى الحقيقة.

إننا نؤمن أن تقدم ماليزيا ونهضتها وقوتها تنبع من إعلاء قيم الحرية والديموقراطية، وترسيخ مبادئ التنوع الفكري والتنافس الشريف، لخدمة هذا الوطن العظيم.

فأنور إبراهيم من القادة الكبار، وهو بتاريخه وخبرته، وجهاده وصبره ومصابرته، منذ شبابه المبكر وإلى اليوم: جدير أن يعامل معاملة تليق بنضاله وكفاحه، لا أن تتتابع عليه الاتهامات الباطلة، التي لا أساس لها.

 وقد برأته المحكمة الماليزية من هذه التهمة من قبل، ولكن يبدو أن هناك من يعملون في الخفاء، ويدبرون المؤامرات، ويحيكون الدسائس، وهم لا يبالون بصالح ماليزيا ونهضتها، أو شعبها ومستقبله. ونحن نؤمن بما قاله الله تعالى، تعليقا على حديث الإفك: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (النور:12-13)

وأنا أدعو إخوتي الماليزيين جميعا، إلى التكاتف والتعاون، وأنتظر من الإخوة في ماليزيا تجنب هذه الصراعات التي لا طائل وراءها؛ فهي  تضر ولا تنفع، وتهدم ولا تبني وتخرب ولا تصلح.

والحمد لله رب العالمين

يوسف القرضاوي

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين