قال الشيخ العلامة يوسف القرضاوي إن ثورات الربيع العربي نادت بالمباديء التي يدعو إليها الإسلام، وأكد أن دور العالِم المسلم هو العمل على إحياء الأمة وعدم تركها للمستبدين.

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الجزء الثاني من برنامج المقابلة على قناة الجزيرة، إن "العالم المسلم هو جزء من أمته ولا يجوز أن يكون العالم في واد والأمة في واد آخر، ومهمة العالم أن يبعث الأمة ولا يتركها فريسة للذئاب والحكام المستبدين؛ ولذلك كان لابد أن نتجاوب مع الأمة عندما بدأت ثورات الربيع العربي".

وأكد فضيلته أن ثورات الربيع العربي إسلامية؛ لأنها طالبت بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهذا ما يدعو إليه الإسلام بأن يعيش الناس بكرامة وحرية وأمان.

تركيا وأردوغان

وحول الوضع في تركيا قال فضيلته إنه يؤيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ لأنه رجل يفكر ويستشير ويتعلم من مشاكل الحياة وتجارب الآخرين وليس منغلقا، فالمنغلقين على أنفسهم لا يتغيرون ولا يتطورون ولا يتعلمون من غيرهم.

وحول وضع العلمانية هناك، قال إن العلمانية بمعنى أن يتساوى فكر الناس وشرع الله أمر مرفوض، أما أن يتاح للعقل الإنساني أن يفكر ويبدع ويستفيد من تجارب الأمم الأخرى بما لا يخالف نصوص الشرع فلا مشكلة في ذلك.

الثورة المضادة في مصر

وردا على سؤال حول ما إذا كانت "أخطاء" الإخوان المسلمين "ساهمت" في نجاح الثورة المضادة في مصر، قال "أنا لا التزم بالدفاع عن الإخوان في كل ما قالوه أو فعلوه فأنا لست من الإخوان، وحتى في الانتخابات الرئاسية أنا دعمت ترشح عبد المنعم أبو الفتوح لأنه شخص مقبول وأرضيته إسلامية وكان يجب على الإخوان دعمه".

وأضاف فضيلته "أعتقد أن الرئيس (المعزول) محمد مرسي ظلم ظلما كبيرا لأنه لم تتح له الفرصة لأن يحكم أو يدير البلد ثم انقلبوا عليه، لكنه أخطأ حينما أصر على أن يظل هشام قنديل رئيسا للوزراء والناس لا تريده، وكذلك أخطأ عندما وثق في وزير دفاعه عبد الفتاح السيسي، لاسيما وأن أردوغان أرسل له قبل الانقلاب بشهر وأخبره بأن السيسي يعمل ضده، لكنه لم يلتفت لذلك".

وحول الفارق بين إسلاميي مصر وإسلاميي تونس، أكد القرضاوي أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي رجل عرف الحياة والناس ولديه قدرة على التواصل والانفتاح على الناس؛ لذلك لم يقبل أن يتحمل رئاسة الدولة بمفرده وفضل أن يتشارك مع مختلف القوى السياسية.