|
تقدم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتهنئة إلى الشعب الفلسطيني عامة، والغزاوي خاصة بالإنتصارات المتتابعة التي حققتها المقاومة، والتي انتهت بإعلان وقف النار مع العدو الصهيوني، والموافقة على بعض حقوق الشعب الفلسطيني.
ودعا الاتحاد في بيان جماهير الشعوب العربية والإسلامية، وكل الأحرار في العالم إلى مساندة القضية الفلسطينية ودعمها بكل الوسائل.
وثمن الوحدة الفلسطينية بين فصائل المقاومة، وطالب الشعب الفلسطيني بالإستمرار في احتضان المقاومة ودعمها، والاستمرار في المصالحة الوطنية.
نص البيان:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد؛ تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أجواء مفاوضات القاهرة حول الحرب العدوانية الأخيرة من قبل العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وبخاصة على غزة الصابرة الصامدة، المحاصرة من الشقيق قبل العدو، وما شهدته تلك المفاوضات من محاولات للضغط على المقاومة لنزع سلاحها تارة، أو التخلي عن بعض مطالبها -حقوقها- تارة أخرى، والثبات العظيم الذي حققه المفاوض الفلسطيني بتمسكه بحقوق الشعب الفلسطيني العادلة، عبر مطالب إنسانية حياتية، لا يحيد عنها إلا ظالم، والاتحاد أمام إعلان وقف إطلاق النار والموافقة على بعض مطالب المقاومة، يؤكد على ما يلي:
1- يهنئ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فلسطين كلها: شعباً، وقيادة، ومقاومة على هذا الانتصار التاريخي، الذي يضاف إلى انتصارات المقاومة على مر تاريخها في وجه المحتل الصهيوني الغاصب، حيث تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وفق شروط المقاومة، وتحقيق بعض مطالبها مثل: البدء التدريجي في رفع الحصار عن غزة، والصيد لمسافة 6 ميل بحري كخطوة أولى، وفتح المعابر، والبدء في إعمار غزة، إضافة إلى بدء المناقشات حول ميناء ومطار غزة بعد شهر من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
2- يعتبر الاتحاد هذا الاتفاق انتصاراً للمقاومة على الصهاينة في حرب استمرت أكثر من 50 يوما، قدم فيها الشعب الفلسطيني الآلاف من الشهداء والمصابين، إضافة إلى هدم منازلهم وكذلك المستشفيات والمدارس، وقدمت المقاومة إبداعا وتطورا في ردع الصهاينة، وكبدتهم خسائر فادحة، حتى فقد العدو الصهيوني القدرة على اتخاذ قرار استكمال الحرب، التي بدأها في ظل صمت عالمي وإسلامي وعربي مخز، إلا من بعض الدول والقادة الذين، لا زال لديهم قلوب حية.
3- يثمن الاتحاد العالمي الوحدة الفلسطينية بين فصائل المقاومة الفلسطينية في ميدان الحرب، وبين فصائل الوفد الفلسطيني في ميدان المفاوضات، مما كان له أكبر الأثر في الانتصار في معركتي القتال والمفاوضات.
4- يطالب الاتحاد العالمي الشعب الفلسطيني الاستمرار في احتضان المقاومة ودعمها، والإستمرار في المصالحة الوطنية، وتوحيد الجهود للتصدي للعدو الصهيوني الغاشم، للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني العادلة.
5- يؤكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على حق الفلسطينيين في مقاومة المحتل حتى تحقيق الانتصار الكامل باستعادة كافة الأراضي المحتلة، وملاحقة قادة العدو الصهيوني قضائياً، وعلى المستوى الدولي لمحاكمتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها في حق الفلسطينيين، وبخاصة قتل الأطفال والنساء والشيوخ عبر استهداف المدنيين في كل عدوان يقومون به ضد أهل فلسطين.
6- يدعو الاتحاد العالمي جماهير الشعوب العربية والإسلامية، وشعوب العالم الحر، وكل الأحرار في العالم، لمساندة القضية الفلسطينية ودعمها بكل الوسائل، والتصدي لاستمرار الإستيطان، والاعتداء على فلسطين كلها، ومحاصرة العدو الصهيوني، ونزع الغطاء السياسي عنه؛ لأنها قضية الأمة كلها؛ بل قضية الإنسانية والعالم الحر بأسره، وليست قضية الفلسطينيين وحدهم.
رحم الله الشهداء الأبرار، وأعان الله الجرحى والمصابين، وعوّض المشردين، ووحد صفوف أهل الحق، ورزق الأمة نصراً عزيزاً مؤزرا.
" وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ" (يوسف:21)
الأمين العام رئيس الاتحاد
أ.د علي محيي الدين القره داغي أ.د يوسف القرضاوي