أكد فضيلته على عالمية رؤية ورسالة الاتحاد

أطلق العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حملة "10 سنوات من العطاء العالمي" بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مؤكدا  أن الاتحاد عالمي في رؤيته ورسالته وأهدافه وفعالياته، ويمثل علماء الشريعة والدين الإسلامي في الأمة كلها.

وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده فضيلته والدكتور علي محيي الدين القره داغي -الأمين العام- ظهر الاثنين بالمقر الرئيسي للاتحاد بالعاصمة القطرية الدوحة.

واستعرض المؤتمر مستجدات التحضير لاجتماع الجمعية العمومية للاتحاد في دورتها الرابعة 2014م - 2018م، ومؤتمر "دور العلماء في النهوض بالأمة الإسلامية" المزمع انعقاده في الفترة من 20 إلى 22 أغسطس المقبل بمدينة اسطنبول في تركيا. ودعا الإعلاميين والصحفيين إلى الحضور والتغطية والمشاركة الفعالة في فعاليات الجمعية والمؤتمر.

وفي بداية كلمته بالمناسبة تقدم الشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد بالتهنئة إلى الأمة الإسلامية بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المعظم.

وتحدث فضيلته عن ملابسات تأسيس الاتحاد والتي بدأت بفكرة لدى الشيخ عن أهمية وجود اتحاد يجمع علماء الأمة الإسلامية حول العالم ويكون شعبياً وليس حكومياً، مشيرا إلى أن البعض راقت له الفكرة بينما خاف البعض الآخر وحاول  إثناءه خوفاً من مهاجمة بعض الحكام له وللاتحاد، إلا أنه أصر على الفكرة التي ضمت في بدايتها 300 عالم من دول مختلفة كأعضاء في أول جمعية عمومية انعقدت العام 2004م في لندن بانجلترا، بعد التأسيس الذي تم في دبلن بأيرلندا .

خدمة الأمة

وأكد القرضاوي أن المشكلة الكبرى تحدث عندما يتدخل الحكم في العلم؛ فيوجه العلم لخدمة الحكم، وهذه طامة كبرى على الأمم .

ودعا العالم أجمع إلى المساهمة في أنشطة الاتحاد بالدعم المالي، وأكد أن كل من في الاتحاد يعمل باجتهاد منذ تأسيسه.

وأضاف "أدعو الله أن أكون خادماً للاتحاد دائماً، وما أريد شيئاً من الدنيا، وإنما أريد وجه الله تعالى ثم خدمة الأمة الإسلامية، فالاتحاد يضع الأمة كلها نصب عينيه وليس دولة بعينها أو قضية دون أخرى".

العالمية

ومن جانبه أكد الدكتور علي القره داغي الأمين العام على مفهوم "عالمية الاتحاد" واهتمامه بجميع قضايا الأمة الإسلامية بكل الوسائل المتاحة، بدءاً من التوعية والبيانات، وصولاً إلى الوساطة والصلح، مروراً بالنصح والعمل على التوفيق بحسب ظروف كل قضية وما تحتاج إليه وما يمكن للاتحاد القيام به .

وأشار القره داغي إلى تدخل الاتحاد في قضية قرغيزيا؛ وما أدى إليه من توقف للاقتتال وحقن الدماء؛ حتى أشادت روسيا وبرلمانها بتدخل الاتحاد ومساعدته في التوصل إلى حل، حيث لم تطلق رصاصة واحدة في قرغيزيا منذ تدخل الاتحاد وحتى اليوم.

كما أشار إلى أن الجمهوريات الإسلامية الست داخل روسيا اعتمدت الاتحاد كمرجعية إسلامية وتعتمد على فتاواه وتسأله النصيحة.

واستعرض دور الاتحاد في الهند وما يقوم به من التوفيق والإصلاح بين الجمعيات هناك وتفعيل دوره في المجتمع الهندي، وغير ذلك من الأنشطة العالمية المستمرة .

كما استعرض القره داغي دور الاتحاد في أفريقيا الوسطى وخاصة مع جمهورية غامبيا، ودوره في باقي القارة الافريقية بالتعاون مع هيئات ومنظمة خيرية عالمية، حيث يرعى حالياً 110 داعية إسلامي؛ أسلم على أيديهم خلال عامين فقط ما يزيد عن 20 ألف أفريقي، من بينهم ملوك قبائل، مثل ملك قبيلة الماساي ورئيس قبيلة السكوما وآخرين.

غير أنه لفت إلى أن العمل في أفريقيا يتطلب الكثير من الجهد والوقت والمال، وأنه مسئولية كبيرة أمام الله عز وجل، مشيرا إلى أن الاتحاد في طريقه لافتتاح مكتب إقليمي للدعوة والتعريف بالإسلام في أفريقيا.

فلسطين والقدس

وأكد القره داغي أن قضية فلسطين والقدس هي قضية محورية لدى الاتحاد لا تغيب عنه أبداً كما هو شأن قضايا الأمة الإسلامية كلها، حيث ينظر الاتحاد إلى قضايا الأمة باهتمام بالغ، ويسعى لأن يكون له دور إيجابي، متعاوناً في ذلك مع هيئات وجهات عالمية بل ودول كذلك .

وذكر فضيلته أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو هيئة مدنية قائمة على أساس القانون، ولديه شفافية في كل ما يقوم من أنشطة وفعاليات، ولديه قانون أساسي يحكم تحركاته وتوجهاته.