![]() |
|
أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي ثباته على الجهر بكلمة الحق ما دام حيا؛ ابتغاء رضوان الله تعالى، وحمل بشدة على المستكبرين في الأرض بقتل الناس ودفع المليارات لقمعهم، ونبه أبناء أمة الإسلام إلى ضرورة الوحدة في مواجهة ما يحيط بهم من تهديدات، مثل مخططات إسرائيل تجاه المسجد الأقصى ومحنة المسلمين في إفريقيا الوسطى.
وفي خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة توجه فضيلته "للأفاكون والكذابون" من الاعلاميين بقوله "إني إن شاء الله ما دمت حيا وما دام في عقل يفكر ولسان ينطق وجسم يتحرك؛ فسأظل أخطب؛ وسأظل أقول كلمة الحق التي يرضى بها من يرضى ويغضب بها من يغضب، لا يهمني غضب الغاضبين ولا رضا الراضين، إنما يهمني رضا الله تبارك وتعالى".
وذلك في اشارة إلى الحملة الموتورة التي يشنها على فضيلته الكائنات الإعلامية العقورة من عبيد الانقلاب العسكري في مصر.
ولفت رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن القتلة وسفاكي الدماء ومن يمولون القتل بالمليارات ينزعجون من كلمات قليلة، فكيف لو خصص لهم خطبة كاملة؟! وشدد على أهمية أن يصدع المؤمن بكلمة الحق وبلغة مناسبة ما أمكن.
وأكد الشيخ القرضاوي أنه يحب الخير للناس كافة، ولا يعادي أحدا لشخصة، وليس بينه وبين أحد عداوة، وقال "كل الذي يهمني هو الإسلام والمسلمين وتجميع الأمة (..) لا أريد من الدنيا شيء إلا أن يهتدي الضالون ويتوب العاصون ويسلم الكافرون ويرجع إلى الله التائهون والضائعون".
وانتقد فضيلته رد فعل الأمة الإسلامية تجاه الفظائع التي ترتكب ضد المسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى، وحمل بشدة على من يدفعون "المليارات وراء المليارات" ليقتل من العرب من يطالب بالديمقراطية والحرية، مؤكدا أنه لن يفلح من غدر بمرسي، و"ننتظر النقمة أن تزل بهؤلاء" مشيرا إلى تطورات الأوضاع في دول الربيع العربي وخاصة مصر.
وقارن الشيخ القرضاوي بين رد فعل العالم الغربي على مقتل عدد قليل من المتظاهرين في أوكرانيا، في حين لا يبالي أحد بقتل واعتقال الآلاف في رابعة وما حولها، مرجعا ذلك إلى تفكك الأمة، التي يجب أن تكون متحدة كالبنيان.
وحذر من مخططات إسرائيل تجاه المسجد الأقصى المبارك، مشددا على أن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تفرط في المسجد الأقصى، و"على الأمة أن تتنبه إلى هذه المصيبة.. هذه الكارثة التي تحيط بها، وهي غافلة عن ما يدبر لها".
ودارت الخطبة حول موضوع "الكبر والاستكبار والمستكبرين في القرآن الكريم"، حيث بين فضيلته أن المعاصي نوعان، معاصي الجوارح ومعاصي القلوب، والأخيرة هي الذنوب الخطرة، لافتا إلى أن معصية آدم أبو البشر عليه السلام معصية جارحة، في حين كانت معصية إبليس معصية قلوب.
وحذر الشيخ القرضاوي من ذنوب القلوب، مثل الرياء والحسد والكبر، التي تأكل القلب، وتوقع صاحبها في المصائب وتجلب عليه الكوارث وراء الكوارث، لافتا إلى التحذير النبوي "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".