عبر فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي مجددا عن دعمه للثورة السورية، وشد على أيدي بواسل الثورة "الذين يقاتلون الطاغوت وحدهم"، وقال "لو كان لدي قدرة لذهبت مع الذاهبين، وقاتلت مع المقاتلين" في حلب.
وجاء ذلك خلال كلمة لفضيلته السبت باليوم الختامي لفاعلية تكريمية بعنوان "يوسف القرضاوي إمام الوسطية والتجديد"، نظمها على مدار يومين في إسطنبول مركز الحضارة للبحوث والدراسات (غير حكومي) ؛ احتفاءً بمرور 90 عاما على ميلاد فضيلته وللوقوف على أهم محطات حياته.
وفي معرض حديثه حول الوضع في سوريا قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "لابد أن نعترف بأن الشعب السوري قام في أول الأمر بثورة لا حجر فيها ولا سكين، خرج يريد الحياة والحرية وحسب، وظل يقاتل وهو لا يملك أي شئ أمام نظام يملك الجيش والشرطة والسلاح والبراميل المتفجرة والكيماوي".
وتابع "انظروا إلى حلب التي ظننا أنها انتصرت؛ لا يزالون مصرين على قتل أهلها، لو كان لدي قدرة؛ لذهبت مع الذاهبين وقاتلت مع المقاتلين هناك، الذين يقاتلون الطاغوت وحدهم".
وحث الشيخ القرضاوي على مساعدة إخواننا المستضعفين في كل مكان فـ "لا يجوز أن نكون مسلمين ونترك إخواننا.. ما معنى المسلم الذي يترك إخوانه يموتون بالبرد والجوع والرصاص؟! إذا كنا مسلمين حقا؛ يجب أن نحمي أمتنا.. أمتنا تحتاج إلينا كلنا.. كل واحد يستطيع أن يعمل بشيء".
أمتنا بخير
وأكد الشيخ القرضاوي أن أمتنا الإسلامية بحمد الله تعالى لا تزال على خير، رغم ما تعانيه، مضيفا "كلما أرى الأمة تحتفل بالحق وبرجال الحق وبالمدافعين عن الحق، وبالذين يعيشون من أجل هذا الحق ومستعدون أن يموتوا من أجل هذا الحق، كلما رأيت الأمة تحتفل بهذه المعاني؛ كلما ازددت اطمئنانا إلى أن أمتي بخير، وستظل بخير؛ ما دامت هذه المعاني تعيش فيها".
وشدد فضيلته على قضية الوحدة بين المسلمين وضرورة أن يعمل الكل لها، و"لا مانع أن يكون لنا نظرات في التوحيد.. كيف نتوحد؟ ليس من الضروري أن نكون مثل التوحيد الذي كان في عهد سيدنا عمر، إنما العصر يعطينا صورا للتوحيد؛ لابد أن نستفيد منها، فلابد أن تتكون الأمة، ولكن لابد أن يكون بينها من الروابط العملية القوية، لا مجرد روابط".
ولفت إلى أن الأمة يجب أن تعيش كما تريد هي بإسلامها وإيمانها، لا كما يريد أحد لها، والأمة الإسلامية الربانية؛ هي التي تعمل من أجل الإسلام، "لابد أن نحمل الأمانة الواجبة علينا، نقود أمتنا، ونحمي أمتنا".
وعبر الشيخ القرضاوي عن سروره بالاحتفال والحضور، وعن شكره للمحتفين به. وحضر الاحتفال ممثلين من عدد من الكيانات العربية والتركية، من بينهم نور الدين نباتي نائب بالبرلمان التركي، ومحمد وليد المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، وأسعد هرموش النائب السابق بالبرلمان اللبناني، إضافة إلى عشرات من أبناء الجاليات العربية في إسطنبول.
وهدفت الفعاليات التي نظمها مركز الحضارة للبحوث والدراسات باسطنبول (غير حكومي) إلى التعريف بسيرة سماحة الشيخ ونشاطه الدعوي، وتقديم قراءة في فكره السياسي والاقتصادي، إضافة إلى عرض رؤيته في القضايا الفقهية المعاصرة، وموقفه من ثورات الربيع العربي.