أدان سماحة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي: رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاعتداءات المتكررة على دور عبادة النصارى في مصر، ورآه لونا من ألوان تمزيق النسيج الاجتماعي لمصر.

وأكد فضيلته حرمة دماء أهل الكتاب، من شركاء الوطن، وأبنائه من النصارى، كتحريم دماء المسلمين، ولا فرق.

وأعلن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رفض الإسلام القاطع لمثل هذه الأعمال، التي ينهى عنها القرآن والسنة، وتنهى عنها الشريعة، وتؤثم من قام بها. ونصوص القرآن الكريم شاهدة على ذلك، قال تعالى: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 8-9]

وهو ما أيدته السنة المطهرة، كما في صحيح البخاري، من حديث عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا".

وأكد فضيلته أن مسيرة الإخوان المسلمين من أيام مؤسسها، حسن البنا وحتى اليوم، حافلة بمعاملة الأقباط بما يوجبه ديننا الحنيف من عدم الاعتداء عليهم، أو على دور عبادتهم، أو ممتلكاتهم، أوأعراضهم. وكثيرا ما كان الشهيد البنا يستعين ببعض الأقباط في لقاءاته ومؤتمراته، ولجانه الشعبية، وحينما رشح الإمام البنا نفسه في الانتخابات النيابية سنة 1944 في عهد وزارة أحمد ماهر باشا عن دائرة الإسماعيلية كان وكيله في لجنة "الطور" -التابعة لدائرة الإسماعيلية- يوناني مسيحي متمصر يدعي "الخواجة باولو خريستو.

وظلت قوة علاقة الإسلاميين بالأقباط، حتى إن الرجل الوحيد الذي مشى في جنازة الإمام البنا، كان هو الأستاذ المناضل القبطي الزعيم: مكرم عبيد.

وكذلك شهد حزب الحرية والعدالة: الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين نائبا قبطيا لرئيس الحزب، بما يزيل كل لبس، ويدفع كل تقول.

وأرجع فضيلته تدبير مثل هذه الأحداث للأجهزة الأمنية، التي ما فتئت تقوم بأعمال من هذا النوع لتغذي الطائفية، التي تعيش في ظلالها الأجهزة القمعية دائما، وما كنيسة القديسين، ولا تصريحات الأنبا مكاريوس ببعيد.

وفي سياق متصل استنكر فضيلة الشيخ القرضاوي الممارسات القمعية لأجهزة الأمن المصرية في ملاحقة طلاب الجامعات المصرية والاعتداء عليهم، واعتقال العشرات منهم، وأكد فضيلته ان مثل هذه الممارسات لن تزيد طلاب مصر إلا ثباتا ومواصلة للكفاح والنضال، لمقاومة الانقلاب الفاشي، الذي يحاول وأد ثورة مصر، والقضاء على مكتسباتها.

ودعا فضيلته قوى الانقلاب لوقف سفك الدماء الطاهرة، والكف عن تقييد الحريات، وأكد فضيلته أن الانقلاب إلى زوال، وأن الشعب عما قريب، سيحاسب جلاديه.