|
دعا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الفلسطينيين إلى الوحدة للوصول إلى الحقوق والأرض الفلسطينية، وأكد أن كل من يؤيد الاختلاف بين الفلسطينيين "مجرم وآثم"، متعهداً باستمرار العمل لتوحيد الفلسطينيين.
وطالب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالعمل على توحيد الشعب الفلسطيني وقيادته، وكشفِ كل من لا يريد هذه الوحدة لتعلم الأمة "مَن الكاذب ومن الصادق"، مشيراً إلى أن أتباع فلسطين الواحدة يطمحون ويعملون من أجل أن يصلوا إلى حقوقهم الكاملة.
وجاءت دعوة الشيخ القرضاوي -الذي يزور قطاع غزة على رأس وفد علماء دولي- خلال احتفال بالجامعة الإسلامية التي منحت فضيلته درجة الدكتوراه الفخرية في احتفال لنصرة الأقصى والأسرى، وذلك برعاية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وثيقة الثوابت
ووقع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب ورئيس الحكومة المقالة في غزة السيد إسماعيل هنية على وثيقة الثوابت الفلسطينية، ومن ثم وقع عليها علماء الوفد الدولي لتحفظ كوثيقة عهد من القدس والأقصى والأسرى.
ورغم مقاطعة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) واليسار الفلسطيني للزيارة، فإن حركة الجهاد الإسلامي وتيارات إسلامية أخرى بغزة حضرت استقبال القرضاوي ونشاطاته المتعددة التي سيختمها ظهر الجمعة بخطبة مركزية في المسجد العمري.
وأكد القرضاوي في كلمته التي أعقبت كلمات متعددة لرؤساء الوفد الزائر لغزة أن "الحق الفلسطيني سيعود لأصحابه طال الزمن أو قصر"، مشدداً على ضرورة أن تتحد الأمة الإسلامية كلها لتكون مع فلسطين.
وشدد على أن قضية فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية أمة كاملة وأحرار يعملون من أجلها ولا بد من العمل على "إعادة الحق العربي الفلسطيني الإسلامي العالمي الإلهي العادل إلى أصحابه".
وندد القرضاوي بالمفاوضات التي يجري التحضير لها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، مؤكداً "أننا لا نقبل أبداً المزايدات والملاعبات والحوارات التي يجريها الفلسطينيون والأمريكان وأتباع هؤلاء لعزلنا عن القضية الفلسطينية".
ودعا القرضاوي العرب والمسلمين إلى الوقوف بجانب القدس والأقصى، وتحدث عن استمرار الحفريات الإسرائيلية تحت الأقصى الذي بات مهدداً بفعل ما تقوم به إسرائيل، مطالباً بموقف عربي موحد تجاه ما تتعرض له القدس.
وأكد أن غزة قد أثبتت وجودها، أثبتت أنها بلد أبيّ عربي إسلامي، بلد لا يقبل الهوان ولا الذل، بلد يستطيع أن يقول (لا) وأن يتحمل نتيجة ذلك، "غزة قالت لا ورفضت ما تريده إسرائيل ورفضت أن تركع، وهذا الشعب لا يركع إلا لله".
وقال إن "غزة تحدت إسرائيل وكانت مثلا للعرب والمسلمين"، مؤكدًا أنه "لا يوجد لليهود أو لإسرائيل أي حق في أرض فلسطين، وأنهم دخلاء على هذه الأرض"، و"ليس لبني إسرائيل حق في فلسطين وما حكموها يوما ما، ودخلوا فلسطين وأهلها (العرب) فيها".
وتابع "فنحن أحق بهذا البلد منهم، ونحن لم نتسلمها منهم، إنما تسلمها عمر بن الخطاب من النصارى، وهؤلاء الصهاينة ليس لهم حق في فلسطين وساعدهم الاستعمار وانجلترا في احتلالها".
وذكر بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني، وطالب بتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، محرما استمرار الانقسام، وقال: "لابد أن نعمل على المصالحة بين غزة والضفة، لماذا لا يتصالح الإخوان؟! وندعو الإخوة من أبناء فلسطين أن يتحدوا، حرام عليهم أن يختلفوا، لماذا يختلفون وهم أبناء شعب واحد؟! لا يجوز أن يستسلموا لهذه التفرقة، لابد أن يتجمعوا من أجل النصر".
وأكد القرضاوي أن أرض فلسطين كلها للفلسطينيين، مطالبا بتحرير فلسطين والأسرى، وقال: "آن لهؤلاء (الأسرى) أن يتحرروا، ولابد أن نسعى لتحريرهم، ونحن نعمل من أجل تحرير الأسرى، ومن أجل تحرير فلسطين كل فلسطين".
وحول حق العودة قال فضيلته "نحن سنسعى لتحرير أرض فلسطين وإعادة هؤلاء المشردين إلى أرضهم، من حق هؤلاء أن يعودوا، ليس من حق أحد أن يتنازل عن أرضه"، مؤكدا أن الأوطان ملك للأمة وليس للأفراد.
وقال إن "فلسطين قضية العرب الأولى، وثورات الربيع العربي كلها قامت من أجل فلسطين، والأقصى ليس مسجد الفلسطينيين وحدهم ولا العرب وحدهم؛ فهو من حق الأمة كلها".
وقبل ذلك عقد فضيلته لقاءً مع هنية ووزراء حكومته في غزة، أكد فيه أن الأمة الإسلامية ستنتصر بأهل غزة الذين وصفهم أكثر من مرة بأهل الكرم والعزة، رافضاً كل مساعي التفريط بفلسطين وترابها.
مواقف أصيلة
من جهته تحدث هنية عن المواقف العربية الأصيلة الداعمة لغزة وشعب فلسطين، مشيداً بتوصية مجلس النواب الأردني بطرد السفير الإسرائيلي من عمان الذي اعتبره قرارا هاما لتجديد الارتباط بقضية فلسطين.
وجدد هنية التأكيد على أن حكومته وحركة حماس لن تعترفا بإسرائيل ولن تفرطا بحبة واحدة من تراب فلسطين المقدس، وقال إن الشعب الفلسطيني بات يقترب من تحقيق طموحاته خاصة مع الحراك المتزايد في الضفة الغربية والانتصارات في غزة.
أما الرئيس السوداني الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب فتحدث عما تمثله القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب السوداني، مؤكداً أن أهل السودان يعتبرون قضية تحرير فلسطين والقدس على سلم أولوياتهم.