ترشيحي لجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام:

رشَّحتني جهات عدّة لجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، وأول من رشحني لها من قديم: جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت. ثم رشَّحتني عدة جامعات إسلامية ومدنية أكثر من مرة، حتى قال لي صديقنا العلامة الشيخ عبد الله بن بية: ظللنا في جامعة الملك عبد العزيز نرشحك لجائزة خدمة الإسلام لعدّة سنوات، ولا أدري من الذي يقف في سبيل هذا الترشيح، مع أن أهليَّتك للجائزة واضحة للعيان؟!

حجب الجائزة عني!!

وفي إحدى السنوات، رشَّحتني سبع جامعات لهذه الجائزة، منها: جامعة قطر، وجامعة أسيوط، وجامعة إسلام آباد، وجامعة الملك فهد للبترول، وجامعة الملك عبد العزيز، وغيرها، ولكن لاعتبارات عندهم لا أعلمها، حجبوها عني!

وفي هذه السنة (1414هـ) رشَّحتني جامعة الأزهر لجائزة الدراسات الإسلامية في الفقه، كما رشح آخرون أخانا الكبير الشيخ سيد سابق رحمه الله ، على كتابه النافع «فقه السنة».

اشتراكي مع الشيخ سيد سابق في الجائزة:

وقد اشتركنا نحن الاثنين في هذه الجائزة، وفي الموعد المحدَّد دُعيت إلى حضور الاحتفال - بمدينة الرياض - لتسلُّمها مع الفائزين الآخرين: أستاذنا الشيخ سيد سابق، والدكتورة عائشة عبد الرحمن «بنت الشاطئ»، والدكتورة وداد القاضي من أمريكا «لبنانية الأصل»، كلتاهما في الأدب والنقد، وآخرين من الأوروبيين والأمريكان في الطب والعلوم.

سفري إلى الرياض:

وقد سافرت إلى الرياض ومعي اثنان من أبنائي: هما: محمد الابن الأكبر، الذي قدم من أمريكا حيث يدرس الدكتوراه هناك في الهندسة، مبتعثًا من جامعة قطر. وابني الأصغر أسامة الذي كان بدوره في كلية الهندسة بجامعة قطر.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الدفاع والطيران، والمفتش العام، هو الذي يسلمنا الجائزة، بحضور الأمير خالد الفيصل الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.

كلمتي بهذه المناسبة:

وقد كتبت كلمة بهذه المناسبة، ولم أرتجلها كعادتي، فهم لا يرضون بالارتجال، وألقيتها على جمهور المدعوين لهذا الحفل، وكلهم شخصيات مرموقة من المملكة ومن خارجها.

ومن فضل الله: أن لاقت كلمتي استحسانًا ملحوظًا من الحضور، وصفق لها الجميع تصفيقًا طويلًا، وبعضهم كان من العِلمانيين الأقحاح الذين كانوا يشاركون في مهرجان الجنادرية المعروف. وقال كثيرون لي: إن كلمتك لم تكن مجرد كلمة مدح أو شكر، بل كانت تعبيرًا عن منهج في الفقه الإسلامي، ما أشدّ حاجة المسلمين في عصرنا إليه.

وسأورد في الملاحق هنا نصّ الكلمة، وبخاصة أنها مركزة وقصيرة.

واقتسمت أنا والشيخ سيد سابق الجائزة المالية: وكانت كلها نحو (75) خمسة وسبعين ألف دولار، على أن أهميتها ليست في قيمتها المادية، بل في قيمتها المعنوية.