أكد الشيخ العلامة يوسف القرضاوي أن الأمة الإسلامية لا تزال على خير ولا تزال موصولة بالله تبارك وتعالى، وأن الله لن يتخلى أبدا عن أمة القرآن وأمة الإسلام، داعيا الجميع إلى سد الخلل كل في مكانه. 

وجاء ذلك في الندوة التي أقامتها رابطة تلاميذ القرضاوي مساء السبت حول كتاب "أين الخلل؟" بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمقر الاتحاد بالدوحة، وحضرها الأستاذ الدكتور عدنان زرزور.

وفي كلمة موجزة عبر فضيلته عن اطمئنانه أن أمتنا لا تزال على الخير، بقوله "والله إن هذه اللقاءت لتشعرني أن هذه الأمة لا تزال على خير، ولا تزال هذه الأمة موصولة بموطن الرحمة وموطن النعمة عند الله تبارك وتعالى، وأن الله سبحانه وتعالى لن يتخلى أبدا عن هذه الأمة، أمة القرآن، وأمة الإسلام، وأمة محمد عليه الصلاة والسلام.. نحن مطمئنون إلى هذه الناحية".  

وأكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن أمة القرآن -الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه- والذي تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه؛ لن تضيع أبد.

ولفت فضيلته إلى أن هناك أنواع من الخلل في حياة المسلمين، والجميع يجب أن يقوم بدوره في سد الخلل من ناحيته؛ لأن الخلل يبدأ في كل منا، فقد يكون في النفس أو الفكر أو الدين أو العاطفة.. "نحن نريد أن نسد هذه الأنواع من الخلل؛ لننتهي إلى  أن نسد الخلل الأكبر، وهو ما نحاول أن نصل إليه إن شاء الله".    

وأشار الشيخ القرضاوي إلى أن الأستاذ العراقي نعمان السامرائي كان من أثار سؤال أين الخلل؟ في مقال له بمجلة الأمة خلال ثمانينيات القرن الـ20، داعيا المسلمين إلى الحوار والمناقشة والبحث عن الخلل في حياتنا لمعالجته.

وحول دور اتحاد العلماء، أكد فضيلته مجددا أن الاتحاد يسعى بكل قوة لأن يكون المرجعية العلمية والفكرية والفقهيه لأهل السنة في العالم، "ويجب أن يسعى الجميع معنا لهذا".

وفي كلمته تحدث الدكتور عدنان زرزور في إفاضة طيبة عن الأفكار الذي تضمنها كتاب الشيخ، الذي صدرت طبعته الأولى قبل حوالي 35 عاما في القاهرة، وفيه يحاول فضيلة الشيخ وضع يده على الخلل الذي تعاني منه أمتنا العزيزة ويعيقها عن تحقيق نهضتها وتبوأ مكانتها في العالم.

وفي مقدمة الكتاب يتسائل فضيلته: هل تتجسد مشكلتنا في عدم وجود الطبيب القادر على التشخيص؟ أم في عدم وجود الداء الناجع في اقتلاع الداء؟ أم في أن المريض نفسه غير قابل للدواء، ولا متجاوب مع العلاج؟ ثم لا بد أن نحدد المحيط الذي نبحث فيه عن «الخلل» أو «العلل» أهو محيط الأمة الإسلامية على اتساعها أم هو محيط الحركة الإسلامية؟ أم هما معًا؟ أعني: من هو المريض الذي نَطِبُ له، والذي نحاول أن نشخص داءه، ونصف دواءه؟ وأعتقد أننا لا نتحدث عن الخليج، ولا عن العرب فقط، ولكن عن الأمة الإسلامية، حيثما ارتفعت المآذن، ونادى المنادي: الله أكبر.

وإذا كنا نبحث في محيط أمتنا الكبرى، فإن كلمة «الخلل» فيها تساهل كبير لا يعبر عن الواقع الذي نعانيه، والأدواء التي تشكو منها. إنه ليس خللًا بل غيبة عن الوعي: إن عبارة «الخلل» عند إطلاقها تعني أن الغاية قد حددت، وأن الطريق قد اتضح، وأن الوسيلة قد هيئت، ولكن الخلل أصاب الوسيلة في وسط الطريق.

 ويؤكد شيخنا -حفظه الله- أنه لا معنى لوجود هذه الأمة بغير الإسلام، ولا انتصار لها بغير الإسلام، ولا وحدة لها بغير الإسلام، ولا عزة لها بغير الإسلام، ورضي الله عن أمير المؤمنين عمر الذي قال: "نحن كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغيره أذلنا الله!!".