تقدم الشيخ العلامة يوسف القرضاوي بالشكر لدولة تركيا "القديمة والوسيطة والجديدة" وللرئيس رجب طيب أردغان؛ لدفاعهم عن الإسلام وقضايا الأمة العربية والإسلامية، ودعا المسلمين في الوقت نفسه إلى الوحدة فـ "لا تقوى ولا عبادة إلا بالوحدة".

 وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في كلمة له بمهرجان "شكرا تركيا" الذي انطلقت فعالياته مساء الجمعة في اسطنبول: "نحن في هذا اليوم الكريم، آتي وإخواني من قطر، باسم قطر، وباسم الشعوب العربية، باسم المملكة العربية السعودية وبلاد الخليج كلها، وبلاد العرب وبلاد المسلمين، باسم هذه البلاد كلها، جئنا نحيي تركيا.. نحييها ونقول لها: شكرا تركيا.. شكرا تركيا".

 وتابع فضيلته: "كل من قدم نعمة يجب أن يشكر، وتركيا العزيزة علينا والحبيبة إلينا والأثيرة لدينا، من حقها أن تُشكر، ومن واجبنا أن نقدم لها الشكر (...) تركيا البلد العظيم الذي قدم للإسلام طوال تاريخه خدمات لا تنتهي. ربما يظن الناس أن خدمات تركيا كانت في مدة إقامتها الخلافة الإسلامية..  هذه لا شك هي من المدد المهمة (...) ولكن خدمات تركيا كانت قبل هذا حينما قام السلاجقة يدافعون عن الإسلام (...) الأتراك خدموا الإسلام خدمات طويلة، ونحن لا ننسى للأتراك هذه الخدمات.. لا ننسى الخدمات الثقافية التي قدموها في المدارس الإسلامية التي قامت في بغداد وفي نيسابور.. إمام الحريم والإمام الغزالي والأئمة العظام في هذه المدارس، التي حفظت للإسلام تراثه، فقد كان هناك مؤامرات تريد القضاء على الإسلام؛ لولا أن هيأ الله تركيا.. العنصر التركي العظيم الذي هيأ للإسلام أدوارا في أوقات شديدة الحساسية، وقام الأتراك بدورهم في الدفاع عن الإسلام".

 وأضاف: "نحن أيها الأخوة لا يسعنا إلا أن نقدم الشكر لتركيا.. تركيا القديمة، وتركيا الوسيطة، وتركيا الجديدة.. قام الأتراك العظام بالدفاع عن الإسلام، وقام أتراك اليوم بالدفاع عن الإسلام.. من ذا الذي ينكر وقوف ذلك السلطان العظيم الذي يسميه الناس رجب الطيب أردوغان؟!.. من ذا الذي يستطيع أن يقاوم هذا السلطان العظيم.. سلطان المسلمين.. سلطان الأمة؟! الذي يدافع عن أمة الإسلام بكل قوة، باسم الإسلام، باسم القرآن، باسم السنة، باسم العقيدة، باسم الشريعة، باسم الأخلاق (...) يتحدث عن الإسلام.. لا يتحدث بالكلام، ولكنه يتحدث بالأعمال، بالتضحيات، بالجهاد، بالوقوف أمام القوى الطاغية ليقول: لا.. بمليء فيه: لا.. باسم الملايين، باسم مليار وسبعمائة مليون مسلم، هم أمة الإسلام في العالم".

وحول موقف تركيا من قضية اللاجئين، لفت فضيلته إلى أن "المنكوبين والمهاجرين رجالًا ونساءً وأطفالًا من كل أنحاء العالم جاؤوا إلى تركيا، وتركيا لم تضق أبدا بهم والله، ورحبت بهم؛ فتحت لهم دورها وفتحت لهم صدورها وفتحت لهم أراضيها، ووقفت في سبيل ذلك تتحمل ما تتحمل".

وعبر فضيلته عن الحب والفخر بالشعب التركي الشقيق بقوله: "نشكر لإخوتنا في تركيا، الذين نحبهم كل الحب، ونعتز بهم كل العزة، ونفخر بهم كل الفخر، ونقول لهم إن عزتكم وإن فخركم وإن سيادتكم وإن جلالتكم في هذا العالم لا تكون إلا بهذا الإسلام، لن يجعلكم فوق الأمم إلا هذا الدين، تمسكوا بهذا الدين، ارجعوا إلى الإسلام".

ونبه الشيخ القرضاوي إلى أن "المسلمين قوة هائلة، ولا يمكن لأحد أن يستعبدهم في الأرض، إلا إذا قبلوا هم بذلك، ومن أراد أن يعيش مسلماً فيجب أن يعيش كما أراد، حيث قال الله (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) ، ولا تقوى ولا عبادة إلا بالوحدة، فالإسلام يريد منا قوة واحدة، كالبنيان يشد بعضه بعضا".

وانطلق مهرجان "شكرا تركيا"، وسط حضور شعبي ورسمي على صعيد عربي وتركي، بمنطقة "بكر كوي" في مدينة إسطنبول.

ومثل المهرجان، الذي تنظمه رابطة "الأكاديميين العرب"، ومؤسسة "النهضة اليمنية التركية"، وشركة "عدن بريز"، "رسالة شكر من شعوب الربيع العربي المتضررة، إلى الشعب والحكومة التركية، على مواقفها الداعمة لتلك الشعوب".

ويتضمن المهرجان، الذي يستمر ثلاثة أيام، عدداً من المعارض والنشاطات، والفعاليات الفنية والثقافية، تقدمها بعض الجاليات العربية الموجودة في تركيا.

* كلمة الشيخ القرضاوي في مهرجان "شكرًا تركيا"