القرضاوي وجانب من الحضور أثناء الحفل

حضر القرضاوي حفل إطلاق مشروع كفالة الأيتام الذي تقيمه جمعية قطر الخيرية تحت شعار "اكفلني اكن سبيلك للجنة" بمقرها في الدوحة والذي أقيم يوم السبت الماضي وستسمر حملة المشروع الإعلامية ثلاثة أسابيع في المجمعات التجارية وفي مقر الجمعية وفروعها للسعي إلى توسيع مبدأ التكافل في المجتمع عن طريق الاهتمام بالأطفال اليتامى والعناية بهم

وشارك القرضاوي في الحفل بكلمة ألقاها قال فيها: إننا نشكر جمعية قطر الخيرية اهتمامها بهذه الفئة في المجتمع استمرارا لفعل الخير الذي يعد شعبة من شعب الإسلام مصداقا لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) وانها شُعَب يكمل بعضها بعض.

إن إهمال اليتيم ليس من صفات المجتمع المسلم الذي أمره الله بأن يكرم اليتيم ويحض على طعام المسكين كي يتجنب غضب الله وسخطه، ولا يستهان باليتيم إلا في المجتمعات الجاهلية. فالإسلام دين الرحمة لكل الناس حتى للكافر المسالم مصداقا لقوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)

إن كفالة اليتيم حماية للجتمع نفسه حتى يحتفظ هذا الصغير بشخصيته الإسلامية غير المعقدة فينشأ نشأة فطرية سليمة. أما إهماله فيجعله فريسة للأحقاد وتعشش فيه الأمراض النفسية التي تجعله ينتقم من المجتمع عندما يكبر لأنه لم ير إحسانا من المجتمع أو مؤسساته.

إن الجمعية بمشروعها هذا تحاول ان تستكمل الكفالة وتعقد صلة بين الكفيل والمكفول كي يكون عارفا لمن يكفل ويستكمل جوانب مهمة من الكفالة بأن يسأل عن دراسته وصحته ويرى نفسيته ولا تكون العلاقة مجرد دعم مالي فقط.


و
إنني أتمنى ألا تنسى الجمعية مشروعها في البلاد الإسلامية الأخرى وألا تستجيب للضغوط الأمريكية التي تريد ان تقطع أوصال الأمة الإسلامية، ولكن ما الذي يؤذي أمريكا في كفالة الأيتام إلا أنهم يريدون مجتمعات إسلامية متقطعة الأوصال يخاف فيه الرجل من الجهاد لئلا يجد كفيلاً لأولاده ان سقط شهيدا. وهذا ما يخيف أمريكا من هذه المظاهر الإسلامية في التكافل الاجتماعي.

و إنني أدهش من تدخل أمريكا في عمل المؤسسات الخيرية التي ترعى الأيتام ورغبتها في خفض سن رعاية اليتيم إلى 15 سنة بدلاً عن 18 سنة، وأدعو جمعية قطر الخيرية والمؤسسات الأخرى إلى ألا تستجيب للضغوط وأن تستمر في مسيرتها الخيرية

ولجمعية قطر الخيرية تجربة كبيرة في العمل على كفالة الأيتام خارج قطر، حيث وصل عدد من كفلتهم من أيتام خارج قطر نحو 22 ألف يتيم، بينما تبلغ آخر إحصائيات عن عدد اليتامى داخل دولة قطر نحو 9 آلاف يتيم.