طالب العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية بضرورة السعي إلى حراكٍ سياسي ودبلوماسي أممي عاجل لفرض عزلة على الاحتلال الصهيوني بسبب ممارساته تجاه الأقصى، والتوجه للأمم المتحدة ومجلس الأمن بمشروعات قرارات تعيد التأكيد على هوية الأقصى وتنزع الشرعية عن محاولات تقسيمه.
وفي رسالة وجهها فضيلته إلى كلٍ من جلالة ملك السعودية وسمو أمير قطر وجلالة ملك المغرب وجلالة ملك الأردن ورئيس الجمهورية التركية، ناشدهم فيها بأن تكون حماية المسجد الأقصى وهويته الإسلامية وتثبيت أهل القدس وتعزيز صمودهم هي الاستراتيجية الأساسية لدولهم الإسلامية وفي قلب أهدفها وأولوياتها.
وأكّد الشيخ القرضاوي على ضرورة تحرك الأمة جمعاء في وجه سلطات الاحتلال لإجبارها على التراجع عن إجراءات تقسيم الأقصى والإجراءات التعسفية بحق أهل القدس، مشددًا على أن حكومة الاحتلال اليوم تقوم على تحالفٍ ضيق من قوى التطرف الصهيونية، فهي لا تحظى بعنصر الاستقرار الداخلي، كما أنها تخشى من اندلاع انتفاضة في الأراضي المحتلة بما فيها القدس، ولذلك تنازلت أمام إرادة الأسرى المضربين عن الطعام، وتتواجد في إقليمٍ مشتعل يصعب التنبؤ بقادم الأحداث فيه، بينما الغطاء الأمريكي والأوروبي لها آخذ بالتراجع، وهي في ظل ذلك لا تتمتع بالقوة الكافية لفرض حقائق جديدة في قضية مركزية كالمسجد الأقصى المبارك، وإن حاولت ذلك بدافع التطرف الأعمى لأعضائها، مؤكّدًا على أنه لا بدّ من حراكٍ يضع هذه الحكومة العمياء أمام هذه الحقائق، لتُدرك أنها محدودة القدرة اليوم وأن حال الضعف والمخاض العسير الذي تمر به أمتنا لا يعني بحالٍ أن تسكت عن تمرير ما لا يملك المحتل فرضَه في هذه المرحلة.
وشدّد القرضاوي على أن الجهود الشعبية في داخل فلسطين، وبالذات جهود الرباط في المسجد الأقصى شكلت حائط الصدّ المنيع في مواجهة التقسيم حتى اليوم، مؤكدُا أن هذه الجهود إذ تتعرض لمحاولات القمع الوحشي من الاحتلال فلا بد أن تمتد لها أيادي الدعم والتأييد، ولا بد أن تنظر لها الحكومات العربية والإسلامية كامتداد طبيعي أصيل يعبر عن هذه الأمة ويحمي أحد أقدس مقدساتها، ولا بد أن توضع جانباً كل الخلافات والاعتبارات التي تبقى صغيرة مهما كبرت أمام قضية المسجد الأقصى المبارك والعدوان عليه.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الرسائل تأتي في سياق الحراك السياسي والإعلامي الذي تقوم به مؤسسة القدس الدولية بهدف حشد أكبر قدر من التفاعل الدبلوماسي والإعلامي الدولي لنصرة القدس وأهلها المقدسيين وحماية المسجد الأقصى ورفض تقسيمه والاعتداء عليه.