د. شملان يوسف العيسى
حتى هذه اللحظة لا افهم لماذا يحاول رجال الدين المسيسون مثل الشيخ يوسف القرضاوي اثارة المشاعر ضد اخوتنا الشيعة وما الهدف من الحديث عن التشيع في المنطقة؟
الطوائف الدينية في المنطقة متعايشة فيما بينها تعايشا سلميا في الغالب تربط في ما بينها علاقات تقليدية من الخدمة والحماية وكانت النزاعات التي تنشب احيانا في الغالب مرتبطة مع اصطفاف وحروب اوسع مثل النزاع السني - الشيعي الناجم عن النزاعات العثمانية - الفارسية.. هذه الخلافات التاريخية يتم اثارتها مرة اخرى اليوم.. خصوصا بعد الثورة الاسلامية في ايران وبروز ظاهرة الاسلام السياسي في الوطن العربي.
السؤال لماذا يثير مشايخ الدين السنة مثل الشيخ يوسف القرضاوي القضية الشيعية الآن؟.. فالسبب واضح وهو تعبئة مسلمي السنة في حرب ضد اخوتهم الشيعة لا لشيء سوى تأجيج المشاعر الدينية وزيادة نفوذ الاحزاب والحركات الدينية السنية المتطرفة هل سيحدث شيء لمصر لو تشيع مئة الف مصري؟ والعكس صحيح ماذا سيحدث لايران الشيعية لو تسنن العدد نفسه؟ لا شيء سيحصل.. ما دامت العلاقات الاخوية بين الطوائف طيبة.
مرة اخرى نتساءل لماذا عادت الطائفية الدينية لبلادنا العربية؟ هناك عدة اسباب اهمها انها اداة قوية ومهمة للتضامن والولاء. المصيبة لدينا هي تفاعل النزعة القومية العربية الحديثة مع هذه المشاعر الطائفية والدليل على ذلك وقوف القوميين والاسلاميين المتطرفين ضد الشيعة لانهم يربطون التشيع بايران القومية رغم حقيقة بان هنالك عرباً شيعة في كل من العراق ولبنان ودول الخليج العربية وهؤلاء لا احد يختلف حول عروبتهم وولائهم لاوطناهم.
لقد اصبح الامر اكثر سوءا بمحاباة الولايات المتحدة التي تحتل العراق لشيعة العراق ضد السنة وقد زاد الامر سوءا معاملة ايران السيئة للسنة العرب لديها كذلك تعاطف وتحالف الحكومة العراقية مع ايران مما ادى الى قيام ميليشيات شيعية متطرفة.. عملت على طرد السنة من بعض المناطق.
يثير رجال الدين والاحزاب السياسية الاسلامية من سنة وشيعة القضية الطائفية في مناسبات عديدة وتوظيفها في مناورة رخيصة لنيل الشعبية والرضى السياسي من القادة الذين لا يعون خطورة الطائفية ولا يدركون بان هذه القضية شائكة معقدة وقد تهدم اوطانهم وتدخلها في حروب اهلية لا نهاية لها.
نتمنى من مشايخ الدين السنة والشيعة الاستفادة من ما يحدث في كل من العراق ولبنان من حرب طائفية دينية واعمال عنف وقتل وتشريد واغتيال للابرياء من الطرفين اثارها المتطرفون والارهابيون من الجماعات الاسلامية من سنة وشيعة.
عدم احترام الاقليات ديانتهم ومذاهبهم ادت الى هجرة اليهود إلى اسرائيل وهجرة المسيحيين للغرب واليوم هجرة الكفاءات السنية والشيعة للخارج بحثا عن الامن والاستقرار.
.......
- نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية.