السؤال: هل يجوز أداء الحج إذا كان الشخص مدينا للبنك مع العلم أنه ملتزم بأداء هذا الدين؟ وما حكم من له تجارة جارية وعليه ديون، وله ديون عند بعض الناس، فهل يجوز له الحج كذلك؟

جواب فضيلة الشيخ:

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

إذا كان الدين مقسطا عليه والبنك يأخذ دينه من مرتبه، فمثلا أحدهم اشترى سيارة بالتقسيط عن طريق البنك، والبنك يأخذ من راتبه ومنتظم بهذا، فيستطيع أن يذهب للحج مع بقاء هذا الدين بأقساطه ويؤخذ من دخله بصفة منتظمة، ولا حرج عليه في هذه الحالة.

أما الديون التجارية فهي لا تمنع المسلم من أداء الحج لأنها مستمرة وسيظل التاجر له وعليه، والمهم أن يكون ماله أكثر مما عليه، أو مساويا له أي عنده القدرة والاستطاعة. والله أعلم.

الحج مع استئذان الدائنين

السؤال: هناك شخص يريد أن يذهب إلى الحج ولكن عليه ديونا وقال له الناس أصحاب الديون: إذا ذهبت إلى الحج ومت نسامحك بالمال لكنه متردد هل يحج أم لا؟

الجواب:

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

المفروض أن المسلم إذا كان عليه دين فلا يجوز له أن يحج حتى يوفي دينه؛ لأن الحج حق لله والديون حقوق العباد، وحقوق العباد مبنية على المشاحة وحقوق الله مبنية عل المسامحة، الله يسامح في حقه ولكن العباد لا يسامحون في حقوقهم، ولذلك لا يجب على الإنسان أن يحج إذا كان عليه دين حتى يقضي دينه ويسدده لأصحابه، إذا كان أصحاب الدين متسامحين وقالوا له: نحن نسمح بأن تذهب إلى الحج فهم تنازلوا عن حقوقهم. وقد قالوا له: لو مت فنحن مسامحون في المال، وهذه زيادة فضل منهم. فجزاهم الله خيرا، لكن فإذا لم يأذنوا له فلا يجوز له.

ومن هنا نقول: إذا كان على الإنسان دين وهو مشتاق جدا إلى الحج فعليه أن يذهب ويستأذن أصحاب الدين، فإذا سمحوا له جاز له أن يحج بشرط أن يكون واثقا من نفسه بالقدرة على تسديد الدين، لكن إذا كان يعرف أنه إذا حج فلن يستطيع أن يسدد الدين فلا يجوز له أن يحج، لأن تسديد الديون أولى حتى ولو كان دينا مؤجلا، إلا إذا كان دينا مؤجلا مثل ديون  الحكومة، فبعض البلاد تعطي قرضا طويل الأجل وتعطي بيتا أو أرضا أو شيئا من هذا لمدة 20 أو 30سنة، فهذا معروف أنهم يأخذون من راتبه حتى ينتهي من سداد الدين، فمثل هذا لا يمنع، لكن الممنوع إذا كان دينا وعليه أن يسدده خلال سنتين أو ثلاث أو نحو ذلك، وقد يؤدي حجه إلى تعطيل أداء الدين في وقته، فليس عليه أن يحج، بل ليس له أن يحج، إلا إذا استأذن أصحاب الدين وأذنوا له، وكان واثقا من نفسه بالقدرة على الوفاء بهذا الدين.

هل يجوز الاستدانة للحج؟

السؤال: فضيلة الدكتور ما دمت قد تحدثت عن النفقة، هناك بعض الحجيج ربما لا يملكون نفقة الحج الآن، ولكنهم يعملون ولديهم موارد معينة، فهل يمكن أن يستدين نفقة الحج على أن يسددها بعد ذلك؟

الجواب:

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

له أن يفعل ذلك، ولكن لم يكلفه الله ذلك، الله لم يكلف الإنسان الاستدانة للحج، لأن الدين هم بالليل ومذلة بالنهار، والنبي صلى الله عليه وسلم علم بعض أصحابه أن يستعيذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال، وكان يستعيذ بالله من المأثم والغرم (المغرم الاستدانة)، قالوا يا رسول الله ما أكثر ما تستعيذ من المغرم! قال: "إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف" (حديث البخاري)؛ من أجل هذا لا يندب للمسلم أن يدخل نفسه ويسجنها في الدين، لكن لو فعل ذلك لأن أمامه فرصة قد لا تتاح له ثانية وهناك ظروف أمامه وهو مطمئن إلى من عنده موارد ستجعله قادرا على الوفاء بدينه لم يكن عليه حرج، وإن لم يكن واثقا فلا.