القاهرة - أفتى العلامة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - بكراهة استخدام الصائم خلال نهار شهر رمضان "لاصقا طبيا" يفقده الشهية للتقليل من شعوره بالجوع والإجهاد طوال الشهر الكريم.
جاء ذلك ردا على فتوى أصدرتها هيئة الشئون الدينية التركية قبل يومين تجيز استخدام اللاصق الطبي خلال نهار رمضان.
وقال د. القرضاوي لإسلام أون لاين.نت إنه "إذا كان المراد من هذه اللاصق الطبي تقليل الشعور بالجوع خلال الصيام، فإن استخدامه مكروه، لكنه لا يبطل الصوم".
وأوضح أن "استعمال اللاصق يقلل من الحكم التي أرادها الشارع من الصوم" مثل تحمل المشقة والشعور بمعاناة الفقراء، ورأى أن استخدام هذا اللاصق يقلل من الأجر.
ويفرز اللاصق مادة إلى الجسم عبر الجلد تعمل على تقليل المياة التي يفقدها الجسم، ما يقوي العضلات ويفقد الشهية ويقلل الشعور بالارهاق.
وكانت هيئة الشئون الدينية التركية قد أفتت الجمعة 22 أغسطس بجواز استخدام الصائم اللاصق الطبي خلال نهار رمضان، عندما قال الشيخ محمد باريس - عضو الهيئة، ومفتي إقليم أدانا (جنوب) "إذا كان الصيام يساعد في الحفاظ على الجسم ورشاقته عبر تنظيم عملية التغذية، فإن هذا المنتج (اللاصق الطبي) يؤدي نفس الغرض من خلال تقليل إحساس الصائم بالجوع، وعليه فإن استخدامه مباح، وليس مكروها أو محرما".
ومتفقا معه قال الشيخ كريم يافز- أحد علماء الدين بتركيا - كما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية: "لا يمكن اعتبار هذه الوسائل الطبية التي تفرز مادة فاقدة للشهية تدخل الجسد عبر الجلد مفسدة للصيام؛ لأن أثرها لا يعدو أن يكون شبيها بدهان الجلد، أو تغطيته بمرهم ما، بالإضافة إلى أنه لا يعد غذاء، يتم تناوله عن طريق الفم".
منافٍ لمقصود الصيام
وكانت الفتوى التركية قد أثارت انتقادات علماء سعوديين أبرزهم الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري الذي شكك في صحتها.
ونقلت صحيفة "سعودي جازيت" الناطقة بالإنجليزية عن الشيخ الطريري، الأستاذ السابق في جامعة الإمام محمد بن سعود، قوله: إن "الهدف من الصيام هو أن يشد من عزم المسلم، ويدربه على مواجهة صعوبات الحياة ومشقاتها، كما يساعده في كبح رغباته، وضبط نفسه، والتحلي بالصبر، أما اللاصق المفقد للشهية فهو مناف لتحقيق هذا الغرض السامي المقصود من الصيام".