السؤال: ما واجبنا تجاه القضية الفلسطينية الآن بعد أن تكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب وكاد لها الداخل والخارج؟

الجواب:

جاء في البيان الختامي لملتقى علماء المسلمين لنصرة شعب فلسطين الذي يرأسه فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي؛ ردا على هذا السؤال:

يجب على المسلمين حيثما كانوا أن يعينوا إخوانهم في فلسطين بشتى أنواع العون بالمال واللسان، والقلم والنفس، والعون المالي هو اليوم من أوجب الواجبات على المسلمين كافة، وعليهم أن يسعوا بكل طاقاتهم أفرادًا وجماعات وشعوبًا وحكومات إلى تقديمه إلى أهلنا في فلسطين من أموال الزكاة ومن أموال الصدقات من الوصايا بالخيرات العامة، ومن جميع صنوف الأموال الأخرى.

بل ينبغي أن يقتطع المسلمون نصيبًا من أموالهم الخاصة ومن أقواتهم لتقوية موقف إخوانهم في فلسطين، فإنه «ليس منا من بات شبعان وجاره جائع»، و«المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه».

وعلى المسلمين كافة أن يسعوا بكل طريق ممكن إلى إيصال جميع صور المساعدة المالية والمادية إلى إخوانهم في فلسطين؛ ليتجاوزا أزمتهم الحالية وينجح مشروعهم البناء في تخفيف معاناة أهلنا في فلسطين وفي تثبيت حقوقهم الشرعية والتاريخية في وطنهم وقوفًا في وجه محاولات الإبادة والتهجير التي يقترفها العدو الصهيوني بجميع الوسائل في كل شبر من أرض فلسطين.

وإن البنوك والمؤسسات العربية والإسلامية مدعوة إلى القيام بواجبها في هذا الشأن، بحيث لا تكون أداة في يد أعداء الأمة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وهزيمة مشروعه.

إن الجهاد بالمال بنص القرآن الكريم لا يقل أهمية عن الجهاد بالنفس، وهو واجب على الأفراد والمؤسسات؛ والعلماء إذ يعلنون ذلك ليثقون في أن البنوك والمؤسسات المالية في العالمين العربي والإسلامي لن تقف في وجه إرادة الأمة، ولن تخالف الفتوى الشرعية لعلماء المسلمين، ولن تعرض نفسها لما لا نحبه من المقاطعة ونحوها.

تعجيل الزكاة لنصرة فلسطين

وفي سياق متصل سُئل العلامة القرضاوي عن التعجيل بزكاة العام القادم لنصرة فلسطين إذا كان الفرد قد أخرج زكاة ماله:

فأجاب فضيلته: "نعم يعطي زكاة السنة المقبلة، فقد أجاز النبي تعجيل الزكاة لسبب أو لآخر؛ وهذا من الأسباب التي توجب تعجيل الزكاة. لنعط هؤلاء (الفلسطينيين) ونسعفهم.. المؤمن أخو المؤمن.. لا يُسلمه؛ أي لا يتخلى عنه.. هذا هو واجب الأخوة الإسلامية".

وأضاف: "نعطيهم من الزكاة ومما بعد الزكاة.. فالزكاة هي الحق الأول وليست هي الحق الأخير، هناك حقوق غير الزكاة.. لا يجوز أن يبقى غنيًا متمتعًا بغناه وبجواره فقير لا يستطيع أن يعيش.. حق التكافل ضريبة على الجميع".

....

- صدرت هذه الفتوى في العام 2008