أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اعتداء قوات الأمن العراقية على المتظاهرين السلميين في الأنبار، وحمل الحكومة "المسؤولية الكاملة عن  هذا الهجوم، وما ترتب عنه من سفك الدماء بين أبناء الوطن الواحد"، كما دعا إلى إجراء تحقيق فيما حدث وتقديم المسؤولين إلى المحاكمة العادلة.

وحذر الاتحاد في بيان الحكومة العراقية من استمرارها في الاعتداء على المتظاهرين المعتصمين، وتجاهل مطالبهم المشروعة.

نص البيان:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛

تفاجأ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وبلاد العرب والإسلام، والعالم كله، بما أقدمت عليه الحكومة العراقية، من هجوم قواتها الأمنية على اعتصام المتظاهرين، في مدينتي الرمادي والفلوجة، في محافظة الأنبار، مما خلف أكثر من عشرة قتلى، خروا شهداء وجرح العشرات، وبخاصة أن هذا الهجوم جاء بعد الاتفاق الذي أبرمته الحكومة مع أهالي المدينة لإنهاء الأزمة، مما يطرح العديد من الأسئلة، عن الهدف من هذا الهجوم، ومن له مصلحة في إشعال الفتنة والحرب بين أبناء الوطن الواحد.

ويأتي هذا الهجوم ليؤكد ما قلناه سابقا، بأن العراق لا زال في حاجة إلى جهود كبيرة من أبنائه المخلصين، الذين يجعلون مصلحة البلاد والعباد فوق أي مصلحة أخرى، سياسية كانت أم طائفية، كما أن العراق يحتاج إلى الكثير من الحكمة من بعض الأطراف، وبخاصة الحكومة، في معالجة الأوضاع المتردية، حتى يتجنب الشعب العراقي المزيد من العنف والقتل، ويحقق السلم والأمان، والعيش المشترك بين جميع أبنائه.

ونحن في الاتحاد إذ نعبّر عن قلقنا الشديد تجاه الوضع في العراق عامة، وفي الأنبار خاصة، فإننا نعلن ونؤكد ما يلي:

أولا: يدين الاتحاد بقوة هذا الاعتداء والهجوم على المواطنين المسالمين، دون وجه حق، والذي ذهب ضحيته العديد من العراقيين، الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يطمحون إلى تحقيق شيء من الكرامة التي سلبت منهم، وشيء من الأمن الذي لم ينعموا به منذ سنين، كما أن إزهاق نفس واحدة هو كقتل الناس جميعا، كما قرر تعالى: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}.

ثانياً: يحمّل الاتحاد الحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم، وما ترتب عنه من سفك الدماء بين أبناء الوطن الواحد، وندعوها إلى التحقيق فيما حدث وتقديم المسؤولين إلى المحاكمة العادلة.

ثالثاً: يحذّر الاتحاد الحكومة العراقية من استمرارها في الاعتداء على المتظاهرين المعتصمين، وتجاهل مطالبهم المشروعة، وندعوها إلى الإسراع في الاستجابة لهذه المطالب، وعدم المماطلة في تنفيذها، لأن ذلك سيضرّ بمصالح العراق واستقراره ووحدته.

رابعاً: ندعو كل مكونات الشعب العراقي، إلى نبذ العنف والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الفتن الطائفية والتقاتل بينهم، والعمل على توحيد الصف الوطني عن طريق الحوار والمنهج السلمي، وتحريم قتل العراقيين من أي طرف كانوا.

خامساً: عزاؤنا لعائلات الشهداء، وتضامننا مع أهالي الأنبار.

نسأل الله تعالى أن يحفظ العراق وشعبه، ويحقق له الأمن والأمان، وأن يرحم القتلى، ويحسن عزاء أهاليهم، ويعجل بشفاء الجرحى، إنه سميع مجيب

والله المستعان

الدوحة في:  28 صفر 1435هـ

الموافق: 31 ديسمبر 2013م

أ.د علي القره داغي                                 أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                                            رئيس الاتحاد