لماذا الإسلام؟
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد.
والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وهاديا للناس أجمعين، بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
سيدنا وإمامنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته، واهتدى بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
ففي أواخر التسعينات من القرن الرابع عشر الهجري، وأواخر السبعينات من القرن العشرين الميلادي، أقام اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا وكندا مؤتمرهم السنوي، الذي تعودوا أن أشاركهم فيه لعدة سنوات، ولكن لم أتمكن من السفر إليهم ذلك العام، فطلبوا إلي أن أسجل لهم كلمة تسمع، أساهم بها من بعيد في هذا اللقاء، الذي كان محوره وعنوانه: «لماذا الإسلام؟» وقد يسر الله تسجيل هذه الكلمة وإرسالها إليهم في شريط، وقد تفضل بعض الإخوة فأفرغها على الورق لتقرأ، ونشرت في أحد مجلدات الموسم الثقافي لجامعة قطر «ثمار الفكر».
وها هي مكتبة وهبه تنشرها من جديد، توسيعًا لدائرة الانتفاع بها، وعسى أن تتبعها إن شاء الله محاضرات أخرى ألقيت في أقطار شتى، ومناسبات مختلفة، وموضوعات متنوعة، ولكنها كلها تدور حول «الإسلام» ودعوته وصحوته وما تعانيه من أدواء، وما يوصف لها من دواء، وما يكاد لها من عدوها، منه وما تسيء به هي لنفسها.
ولا أقول هنا إلا ما قاله نبي الله شعيب من قبل: {إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ} [هود: 88].
الفقير إلى ربه
يوسف القرضاوي